السبت، 23 نوفمبر 2013

جنيف ولبننة سوريا

الدول العربية الواقفة ضد الثورة السورية معروفة الموقف
أما الدول العربية الداعمة للثورة فإنها لا تريد أبداً للثورة أن تنتصر تحت أي صيغة من صيغ الانتصار... إنها تريد تسوية اللاغالب واللامغلوب، وتحويل سوريا إلى لبنان جديد، كتل طائفية ومحاصصة السلطة... ولا تريد غير ذلك.

وفي هذا السياق تأتي تسريبات بنود مؤتمر جنيف
كل ما هنالك من تسريبات عن الحل المراد فرضه في سوريا، من قبل الأطراف العربية قبل الشرقية والغربية هو:
التخلص من بشار الأسد وإبقاء كل شيء مثلما هو، وفق المعطيات التالية:
رئيس علوي وضمان مصالح العلويين وحمايتهم كأقلية.
عدم ملاحقة أو محاسبة أي من المسؤولين العلويين.
عدم مصادرة أموالهم ومكتسباتهم وحتى مناصبهم.
محاربة الإسلاميين والقضاء عليهم.
ودمتم سالمين
سوريا بخير

ولكن هل هذه هي المشكلة فقط؟
الحقيقة المرة التي تبدو واضحة ومنذ فترة غير قريبة هي أنَّ الكل ينتظر الفاجعة الكبرى:
بعض يسعى إليها وهم غير قلة
وبعض يترقبها ترقب الشامت
وبعض يترقبها ترقب الساكت
ولكن الكل ينتظر أن تتحول سوريا إلى صومال جديد، غلى أفغانستان جديدة، إلى عراق جديد، إلى لبنان جديد
الكثيرون يتحدثون عن لبننة سوريا
عن عرقنة سوريا
عن أفغنة سوريا
عن صوملة سوريا
أترون كم يوجد من المحبين لسوريا؟؟؟
تخيلوا أن المساعي إلى جعل سوريا مثل أي من هذه الدول فيما هي فيه من سوء ورداءة لا فيما هي فيه من خير وحسن
قواد الحملة كل يقودها باتجاه: فريق باتجاه اللبننة، وفريق باتجاه العرقنة، وفريق باتجاه الصوملة، وفريق باتجاه الأفغنة. ولا أحد يريد أن يقودها باتجاه الحرية ولا دولة القانون، ولا العصرنة...
لم يسألوا أنفسهم ماذا يمكن أن يحدث إذا نجحوا
لم يسألوا أنفسهم ماذا لو أخذ السوريون بمجامع هذه الدول الأربع معاً وصرنا أمام اسم جديد هو السورنة
هم يظنون أنهم سيشغلون السوريين ببعضهم من خلال جرها إلى إحدى هذه الحالات الاحترابية او الاقتسامية ولم يفكروا أبداً فيما لو وصلت سوريا إلى ذلك وصار العالم أمام السورنة
ذكرت سابقاً غير مرة وأكرر: عليهم أن يتحملوا النار التي ستنطلق من سوريا لتحرق... لا أعرف بالتحديد ماذا ستحرق، ولكنها ستحرق الكثير الكثير الكثير الذي لا يخطر ببال.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق