السبت، 16 نوفمبر 2013

طرق معالجة الأزمات

طرق المعالجة لا تنتهي في حقيقة الأمر. ولذۤلك هناك نتائج لا ينتهي عددها، فيها كلُّ الاحتمالات والأنواع وليس بالضَّرورة الفشل أو النَّجاح.
مثال: عندما ارتكب النِّظام السُّوريُّ مجزرة الكيماوي قام المجتمع الدولي بمعاقبة السِّلاح الكيماوي؛ صادر السلاح الكيماوي وترك النظام يمارس هوايته في القتل بمختلف أنواع الأسلحة الأُخْرَىٰ الأشد فتكاً من الكيماوي.
شاهد المثال من الوجه الآخر أكثر مما هو هنا. شاهد المثال في قبول النِّظام السُّوري والأنظمة العربيَّة بهٰذا الاستخفاف... تسليم شرفها، شرف الأمة لأعداء الأمة من أجل البقاء في السلطة.
مثال آخر: عندما أخفق قادة الجيش الحر في بعض المناطق ظلوا قادة وذهبوا إلىٰ مناطق أُخْرَىٰ.
مثال آخر: عندما أخفق المجلس الوطني بقي القادة مثلما هم وصار اسمه إئتلاف.
مثال آخر: عندما أخفق الإئتلاف بقي القادة هم هم وشكلوا حكومة ولبسوها الطربوش...
الغريب أنَّهُم كلهم يفكرون بالطَّريقة نفسها من معاكسة المنطق، بل ومعاكسة القيم الأخلاقية والجمالية والنفسية... العالم  العربي منذ ما سمي الاستقلال عن الاستعمار وهو يفكر بهٰذه الطريقة ذاتها. الأنظمة العربية علىٰ رأس السلطة منذ سبعين سنة تقريباً: إخفاق تلو إخفاق تلو إخفاق... وبقيت الأنظمة هي ذاتها من دون أي تغيير، وبين الحين والحين تضحي الأنظمة بوزير أو عضو برلمان وتحمله مسؤولية الإخفاق... ثمَّ وصل الأمر إلىٰ تغيير الحكومات التي هي هياكل لا قيمة لها، ووصل الأمر الآن إلىٰ مرحلة تغيير الشعب.
يعيش النِّظام ويسقط الشَّعب. النِّظام هو هو، وبعد إخفاقات نحو سبعين سنة لم يعد أمام الأنظمة العربيَّة سوى تغيير شعوبها: في مصر أعلنها النظام صراحةً: «أنتم شعب ونحن شعب». الشعب الذي لا يعترف بنظامه ليس من الشعب وعليه أن يرحل. هكذا فعل النِّظام السُّوري مع  الشَّعب الذي رفضه، طرده من سوريا، طرد من سوريا أكثر من نصف شعبها. وكذۤلكَ كان خطاب السُّلطة في لبنان: «اللي عاجبه عاجبه واللي موع اجبه يترك البلد». وفي العراق أيضاً تم تهجير الشَّعب الذي لا يريد الاعتراف بالسُّلطة. ولن يكون حال أيِّ بلدٍ عربيٍّ غير ذۤلكَ.
هٰكذا يفكر الحكام العرب. هٰكذا يعالجون الأزمات. وكل أزمة وأنت بخير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق