دعوة
إلىٰ تشكيل مجلس قيادة ثورة
منذ
سنة كرَّرت هٰذه الدَّعوة أكثر من مرَّة وأعيد التكرار:
الثَّورة
أمام منعطفاتٍ خطيرةٍ.
الثَّورة
السُّورية أمام منعطفات خطيرةٍ وتجاذباتٍ دوليَّةٍ وإقليميَّة وثوريَّةٍ داخليَّةٍ
تجعل الثَّورة السُّورية أمام منعطفاتٍ خطيرةٍ يجب تداركها قبل أن تنزلق الثَّورة
وسوريا إلى وادٍ دونه جهنم.
إنَّ
الإئتلاف الذي ابتلع المجلس الوطني ساهم المجتمع الدولي في وضعه في مأزق حرج، وهو
سارع إلىٰ حشر نفسه في زوايا الاتهام والتقصير. وكذۤلكَ شأن قيادة الأركان التي
وضعت مواضع حرجة، وهي نفسها أيضاً ساهمت في وضع نفسها موضع الاتهام والتقصير. وها
هي اليوم الحكومة الانتقاليَّة التي لم تعرف الثَّورات مثيلاً لها دخلت علىٰ خط
التشويش ولخبطة الأمور وتعقيدها.
نحن
الآن بحاجةٍ ماسَّةٍ إلىٰ حلٍّ يبدو لنا أنَّهُ لا بديل له، ألا وهو تشكيل مجلس
قيادة ثورة. مجلس قيادة ثورة لا يكون تابعاً ولا مطيعاً ولا مرتهناً ولا مرتبطاً
بأيِّ طرف خارجي مهما كلف من ذۤلكَ من ثمن. فما ضيع الثَّورة إلا القيادات
الثَّوريَّة التي ارتبطت بالخارج وارتهنت ورهنت الثَّورة وسوريا لهم، لإيمانهم
بغبائهم أنَّ الحلَّ من الخارج، وأنَّ الخارج يدعم الثَّورة... وكلُّ ذۤلكَ وهمٌ
وهراء.
طالما
أنَّهُ يتعذَّر مبايعة أو تفويض قائد للثَّورة ليس لعدم وجود شخصية قادرة علىٰ
قيادة الثَّورة، ولا لعدم وجود شخص يتسم بكاريزما قائد ثورة... بل بسبب عقد
الزعامة التي تتحكم بالجميع رُبَّما من دون استثناء... كل منهم يريد أن يكون هو
القائد. هٰذه حقيقة عصيَّة علىٰ الطعن وهي أبرز أسباب تشتت الثورة وتشتت وتأخر
النصر. لا أحد يريد أن يكون غيره هو القائد ولذۤلك اختلقوا الاتهامات بَيْنَ
بعضهم، والتخوين، وثارت الخلافات الضمنية مع ما يبدو عليه الحال من انسجام بَيْنَ
الجميع... انسجام ظاهري فقط. بينما الحقيقة كل واحد منهم يترصد الآخرين لتخلو
له الساحة... هٰذا ما أراه فأرجو أن أكون
مخطئاً ولست كذۤلكَ.
علىٰ
أيِّ حال، إنَّ مجلس قيادة ثورة هو البديل الوحيد الموضوع علىٰ الطاولة. أقترح
بناء تشكيل هٰذه القيادة علىٰ ضوء المعطيات التَّالية التي يمكن إغناؤها وتصويبها
إن أخطأت أو قصَّرت:
أولاً:
مجلس قيادة الثَّورة الذي يجب أن يكون هو عدد من الأعضاء الفاعلين والمؤثرين علىٰ السَّاحة
الثَّورية السِّياسية والعسكرية. ويكون هٰذا المجلس هو القائد الفعلي والوحيد للثَّورة،
وتحت مظلته تعمل الأركان والحكومة، ومن شاء ممن يسمى معارضة سواء أكانت المجلس أو
الإئتلاف أو غيرها.
ثانياً:
عدد أعضاء المجلس ما بَيْنَ سبعة وتسعة أعضاء. ولا يجوز أن يكون أكثر من ذۤلكَ
بحالٍ من الأحوال. ويظلون هم أنفسهم حَتَّىٰ تنتصر الثورة في تحقيق هدفها، وهم
الذين يتحملون كامل المسؤولية في النَّجاح والإخفاق.
ثالثاً:
يلي مجلس قيادة الثَّورة مجلس خبراء واستشاريين من مختلف الاختصاصات الضرورية
مهمتهم الدعم العلمي والتقني بالخبرة والتخطيط والاقتراحات والآراء...
رابعاً:
لا يجوز اعتماد أيِّ نوعٍ من المحاصصة (الطَّائفيَّة، العشائريَّة، الجغرافيَّة،
المناطقيَّة...) في مجلس القيادة ولا المجلس الاستشاري، وإنما تعتمد الخبرة
والكفاءة والقدرة علىٰ خدمة الثَّورة أكثر.
خامساً:
يقوم مجلس قيادة الثَّورة بتشكيل مكاتب أو لجان تخطيط ومتابعة ومراقبة ومحاسبة
تحدد مهماتها من خلال مختصين قانونيين.
سادساً:
بناء علىٰ تقارير لجان الخبراء والنجاح علىٰ الأرض، أو الإخفاق لا سمح الله،
يتعرض أعضاء المجلس للمساءلة والمحاسبة.
سابعاً:
يظلُّ أعضاء مجلس الثَّورة هم أنفسهم من دون تغيير ما لم تقتضي الضرورة ذۤلكَ. ويمكن استبدال أي عضو في قيادة
مجلس الثَّورة علىٰ ضوء مستجدات الثَّورة ونجاحاتها أو تقصيرها. وتحدد الآلية من
خلال لجنة قانونيَّة ثوريَّة.
ثامناً:
قائد مجلس الثَّورة منصب تداولي دوري وفق شروط (يتم تحديدها من خلال لجنة قانونية
ثورية) يتغير كلَّ شهر أو شهرين علىٰ الأكثر. ويظلُّ العمل جماعيًّا وبتخطيط
وإدارة مشتركة من قبل أعضاء المجلس كلهم.
أخيرا:
بمجرد انتصار الثَّورة، يقوم المجلس بإعادة تقييم الوضع ووضع مخطط ينشر علنا
لانتقال السُّلطة بانتخابات نظاميَّة، وفور تسليم السلطة يقدم المجلس ذمته المالية
وتقاريره الكاملة عن سيرورة العمل الثَّورية السابقة ومقترحاته للمحاسبة
والمعاقبة.
لا
بديل عن مجلس قيادة الثَّورة لا بديل لا بديل لا بديل وإلا ضاعت الثَّورة وضاعت
سوريا.
ألا
هل بلغت اللهم فاشهد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق