الأحد، 17 نوفمبر 2013

عودة إلى الفاسدين والشرفاء

عودة إلى الفاسدين والشرفاء
يضحكني روسو ومن يقتبسون بحماسةٍ قوله:
اعطنِي قليلاً من الشرفاء وأنا أحطم لكَ جيشاً من اللصوص والمفسدين والعملاء...
الحقيقة أنَّ الشرفاء هم الأكثرية المطقة ومع ذۤلكَ لا يستطيعونَ فعل شيء... إنهم الضحية المبتسمة...
على أي حال، لم يطل الأمر على قول هذا الفيلسوف حتى رد عليه فيلسوف آخر هو برتراند رسل الذي قال:
إن الأشرار (الفاسدون) قليلون، والشرفاء هم الأكثرية
وسرعان ما اعترض عليه أحدهم قائلاً:
وكيف إذن ينتصر الأشرار ولا ينتصر الأخيار؟
فقال: لأنَّ الشرفاء على كثرتهم مشتتون، والأشرار على قلتهم متضافرون.
ألا يذكرنا هذا بقوله صلى الله عليه وسلم:
يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمُ الأُمَمُ مِنْ كُلِّ أُفُقٍ كَمَا تَتَدَاعَى الأَكَلَةُ عَلَى قَصْعَتِهَا،
قُلْنَا: مِنْ قِلَّةٍ بِنَا يَوْمَئِذٍ؟
قَالَ: لا، أَنْتُم يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ، يَنْزَعُ اللَّهُ الْمَهَابَةَ مِنْ قُلُوبِ عَدُوِّكُمْ وَيَجْعَلُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهَنَ.
قِيلَ: وَمَا الْوَهَنُ؟
قَالَ: حُبُّ الْحَيَاةِ وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ.
كل هٰذه المقدمة من أجل محاولة الصبر علىٰ حقيقة مرة بل قاتلة وهي أن ثلة قليلة من اللصوص والفاسدين وقطاع الطرق يتحكمون بمصير الثورة السورية كلها من بابها إلىٰ محاربها والسوريون قاعدون (يتفرجون) وكأنهم في حالة شلل تام فكريٍّ وجسدي!!!
غير معقول. ما يحدث للثَّورة السورية غير معقول... أستثني القليل من الشرفاء المكسوري الأيدي أصرً والعاجزين عن فعل شيء... بعد استثناء هذه القلة:
الفاسدون يقودون الجيش الحر، يقودون الإغاثات، يقودون الطبيات، يقودون المجالس، يقودون الهيئات... يقودون كل شيء... ما هذا؟ يا إلهي إنَّه أمر يفوق التصور.
نقطة انتهى


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق