الثلاثاء، 8 أكتوبر 2013

بشار ينتقم من سوريا


لقد أدرك بشار الأسد منذ ما قبل تدمير بابا عمرو أنه لا بقاء له في سوريا. وأدرك أنه بلغ بجرائمه وموقف الشعب منه ما لا يحول دون محاكمته.
منذ تلك اللحظة على الأقل اختيار خيار شمشون: علي وعلى أعدائي. بل قرر تدمير سوريا انتقاماً منها ومن الشعب الذي نبذه ورفضه.
بشار الأسد لا يفعل شيئاً سوى أن ينتقم من سوريا. لا اشك في أنه على يقين بأنه لم يعد له مكان في سوريا على الاقل، بل لا مكان له في الحياة. ولذلك من الخطأ الظن أنه يفعل ما يفعله من اجل استعادة السلطة لأنه لن يستعيدها أبداً ولو أنجدته قوى الجن إلى جانب إيران وحزب الله وروسيا
أنصار بشار وشبيحته أدركوا هذه الحقيقة قبله، ادركوها منذ البداية ولذلك منذ البداية رفعوا شعار: الأسد أو لا أحد، وشعار: الأسد أو نحرق البلد. ومع أنهم أعلنوا في كل وسائل الإعلام، وبكل الطرق والوسائل وأبرزها الكتابة على جدران المدن والقرى التي يجتاحونها ويتركونها رماداً وفوق الرماد كانوا وما زالوا يكتبون: من هنا مر جنود الأسد... الأسد او نحرق البلد... أحرقناها لعيونك يا أسد
ومع كل هذا الوضوح يكذب أنصار النظام، مثلما فعلوا منذ بداية الثورة، ويقولون: إن هذا الشعار هو شعار الغرب: إما نقصي الأسد أو نحرق البلد.
هذه ليست كذبتهم الوحيدة كل ما فعلوه كان من هذا القبيل تنفيذاً لطلب بشار نفسه الذي أعلن في خطابه الأول: اكذب ثم اكذب حتى تصدق نفسك.
السؤال الذي لا بد من طرحه: لمصلحة من هذا؟
أقول وأنا المسؤول عن كلامي، والبرهان عندي لمن يريد البرهان: ليس بشار الأسد سورياً أبداً، ولا يمت إليها بصلة أبداً، ولا كل من يقف معه ويسانده، لأنه لو كان سوريا لما دمر سوريا هذا الدمار، ولما قتل أبناءها بهذه الطريقة والوحشية.
قد يعترض واحد مثل شريف شحادة، وهم كلهم يؤمنون بهذه الفكرة: إن الذين يدمرون هم العصابات المسلحة... سواء من السوريين أو الأجانب على حد زعمهم. وهذا هراء لا معنى لها إلا هبل من يؤمن به، لأننا كلنا راينا ونرى كيف أن الطائرات هي التي ترمي بالبراميل التي تدمر أحياء بكاملها، ورأينا المدفعية وهي تقصف مختلف المناطق فلا يحاولن أحد أن يكذب أعيننا لأننا لن نسامح من يتهمنا بالغباء أو يستغبينا.
وقد يقول قائل بان بشار الأسد لا يعرف، وهذا أيضاً ادعاء باطل لأنه غير معقول وغير مقبول لأن بشار يباشر بنفسه كل شيء.
أما لمصلحة من فالحقيقة التي لا مفر منها أن بشار الأسد الذي يصر على تدمير سوريا لا يخدم سوى إسرائيل وأمريكا اللتين يتهمهما زوراً بأنهما من يتآمر عليه، هم يريدون تدمير سوريا فعلاً، وهو الأداة التي تنفذ لهما رغبتهما، والتعليل بسيط وهو أن بشار ينتمي إلى إسرائيل ولا ينتمي إلى سوريا... ومن أراد المزيد من الأدلة فلينظر ويتابع فلا بد أن يصل إن كان يريد أن يصل.

نشر هذا المقال على صفحتي في الفيس بوك في 10 / 10 / 2012 
الدكتور عزت السيد أحمد
 https://www.facebook.com/photo.php?fbid=383212401747035&set=a.325812747487001.71527.264366423631634&type=1&theater

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق