كان جنيف 1
خطوة إيجايبة على كل ما فيها نقص وخلل، وعلى كونه أصلاً مؤامرة على الثورة مثل
جنيف 2، ولۤكنَّهُ على الأقل تضمن مخطط عمل ونقاط لو تم تطبيقها لتلافينا الكثير
من القتل والدمار والتشريد... ولكن النظام لم يقبل ولا روسيا، وأدرك المجتمع
الدولي أن ذۤلكَ لا يخدم مصالحه في سوريا، ولذۤلك كان التواطئ الأمريكي الغربي مع
الميوعة الروسية لتفريغ الاتفاق من مضمونه وترك الأمور على عواهنها.
منذ تلك
اللحظة أصلاً انكشف القناع عن أصدقاء الشعب السوري وأنهم أصدقاء النظام وليسوا
أصدقاء الثورة. وقد نشرت حينها أكثر من تعليق ولوحة كاريكاتيرية للتعبير عن هذه
الحقيقة.
على أي حال،
أول نقاط التآمر في جنيف 2 أن يلغي وجود ثورة سورية ويريد إجبار الثورة على
الاعتراف بأنها طرف صراع مساوي للطرف الآخر وهو النظام.
ومع ذۤلكَ نحن
نقبل جدلاً بالمؤتمر، ولكن على أي أساس يكون هٰذا المؤتمر؟
هنا يبرز
الفعل التآمري الخطير على الثورة، فهو يفترض أن يكون متابعة لجنيف واحد، وفي أسوأ
أسوأ الاحتمالات أن يكون تطبيقاً له، ولۤكنَّهُ ليس كذلك، إنه تراجع عن كل
إيجابيات جنيف واحد بالنسبة للثورة، وفرض لسلبيات جنيف واحد بالنسبة الثورة، ففي
حين أن جنيف واحد تضمن خطوات عمل وإن كانت أقل من سقف الثورة بكثيرة فإنها يمكن
البناء عليها أو قبولها على مضض، فإن جنيف 2 ليس فيه أي تعهدات، ولا ضمانات، وليس ذۤلكَ
فحسب، بل لا يقدمون أي بند للتفاوض، فقط يقولون:
يجب الذهاب
إلى التفاوض؟
على ماذا
نتفاوض؟
لا يوجد شيء
محدد...
ماذا سنفعل؟
تتفاوضون.
على ماذا نتفاوض؟
ما هي البنود؟
لا يوجد
شيء...
طيب لماذا
نذهب إلى جنيف 2؟
من أجل الحال
السياسي.
طيب ما الحال
السياسي؟
حل سياسي.
طيب طيب، ما
هو هٰذا الحل السياسي؟
أن تتفاوضوا...
طيب طيب طيب،
على ماذا نتفاوض؟
.
.
لو كان المجتمع الدولي جاد في الوقوف على الحياد لرأى ما لا تستطيع حجبه الحجب مهما بلغت سماكتها من حقيقة ما يحدث في سوريا... نحن لا نريد من أحد أن يساعدنا، ولكن لماذا يقفون ضد ثورتنا ويشاركون النظام في كل ما يفعل؟؟
لو كان المجتمع الدولي جاد في الوقوف على الحياد لرأى ما لا تستطيع حجبه الحجب مهما بلغت سماكتها من حقيقة ما يحدث في سوريا... نحن لا نريد من أحد أن يساعدنا، ولكن لماذا يقفون ضد ثورتنا ويشاركون النظام في كل ما يفعل؟؟
صفحة الدكتور عزت السيد أحمد على الفيس بوك:: https://www.facebook.com/Prof.Dr.Ezzat
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق