هي
ادعاءات لا أثبتها ولا أنفيها. غاز الكلور هٰذا يستخدمه النظام السوري يوميًّا
تقريباً في سوريا، وهو على أي حال ليس من الأسلحة المحرمة دوليًّا.
الطريف
في الأمر أن العالم مهتاج على الآخر من هٰذه الادعاءات ضد الدولة الإسلامية، ولا
يأتي بسيرة النظام السوري في هٰذا الموضوع لا من قريب ولا من بعيد، ولا حَتَّى في
غيره من المجازر. وفي سبيل تضخيم الأمر ضد الدولة الإسلامية عقد وزير الخارجية
الأمريكي اليوم مؤتمراً صحافيًّا كاد يكون مخصصاً لهٰذا الموضوع، وصار أستاذ
كيمياء، يحلل ويركب ويحاضر في الكيمياء، وقال بما معناه:
صحيح
أن غاز الكلور ليس من الأسلحة المحرمة دوليًّا، ولۤكنَّهُ بقليل من التعديل يصبح
محرماً دوليًّا... وإذا ثبت أن الدولة الإسلامية استخدمه فسيكون ذۤلكَ سابقة
خطيرة...
يا
لطف الله، وماذا سيكون؟
السؤال
الذي يفرض ذاته الآن وقبل أي تحقيق أو إثبات أو نفي هو: إذا ثبت
استخدام الكيماوي من قبل الدولة الإسلامية ماذا سيفعل أوباما؟ هل سيلقي القبض على
السلاح الكلوري كما فعل بالسلاح الكيماوي السوري؟ أم سيريد تفتيش غرفة نوم أبي بكر
البغدادي كما فعل جورج بوش الصغير مع صدام حسين؟
أوباما
ظل سنة ونصف يهدد النظام السوري إذا استخدم الكيماوي، وعندما استخدم الكيماوي شكره
وأخذ منه الكيماوي... كل الخطوط الحمراء تلاشت فجأة عندما تم استخدام الكيماوي،
وسقطت هيبة أمريكا كما يقول الأمريكيون أنفسهم بسبب هٰذا السلوك الأوبامي الذي بلع
عشرات التهديدات وسكت. أوباما لم يهدد الدولة الإسلامية، وهٰذا يفترض منطقيًّا أن
يكون في صالح الدولة الإسلامية، فإذا ثبت استخدامها الكلور، الكلور وليس الكيماوي،
ولم يمت واحد في ذۤلكَ... فهل سيكتفي أوباما بمصادرة هٰذا الكلور؟
ولذۤلك
دعا البابا فرنسيس الأول التحالف الدولي
إلى التحرك أكثر لضرب المجاهدين، وتوجيه رد مناسبٍ لمواجهة ظاهرة إقامة الدولة الإسلامية،
مشيرا إلى أنَّها ظاهرة تفوق الوصف في انتشارها، حسب ما أوردت وكالة الأنباء
الألمانية.
وفي
الاجتماع ذاته، وخلال مداخلة طويلة ومفصله، دعا سكريتير الفاتيكان الكاريدنال
بيترو بارولين إلى «مشاركة دول المنطقة بشكل مباشر في حلول استئصالية لفكرة إقامة
دولة إسلامية لأنها تشكل تهديداً مباشراً لإسرائيل والعالم المتحضر». العالم المتحضر هم الغرب فقط.
هنا
لم يعد من شك في أن الحرب على الدولة الإسلامية ليست حرباً على الإرهاب كما يروجون
ويزعمون. وتنامي قوة داعش الذي تخوف منه البابا، والغرب عامة يدحض مزاعمهم بأنها
منظمة إرهابية، ففي حين أن داعش منظمة إرهابية، وإرهابية متطرفة كما تقول كل وسائل
الإعلام، فإنَّ كل وسائل الإعلام هٰذه ذاتها تتحدث منذ أكثر من أسبوع عن الإقبال
الشديد من الأوروبيين والأمريكيين الأصليين والوافدين للتطوع في صفوف هٰذه المنظمة
الإرهابية...
طيب،
ما سر هٰذا الإقبال الشديد الذي لم تحظ به منظمة إرهابية في العالم قبل اليوم، حَتَّى
المافيا التي هي منظمة خارقة للحدود لم يحدث مثل هٰذا الإقبال عليها على رغم
رواتبها المغرية جداً بالمقارنة مع داعش التي لا تدفع شيئاً على الأقل بالمقارنة
مع المنظمات الإرهابية الأخرى، بل مصير أعضائها الموت شبه الحتمي؟!
نحن هنا أما
ما يتجاوز التناقض إلى دحض المزاعم. كما أن المزاعم الأخرى تتهاوى بالطريقة ذاتها
بتناقضات الزاعمين أنفسهم لا غيرهم، فوسائل الإعلام ذاتها
التي كانت تقول: داعش صنعها النظام السوري، داعش عميلة أمريكا...
اليوم هي نفسها تبرر تقدم داعش على الرَّغْمِ من الحملة الدولية عليها بأنها خبيرة
في القتال فقد حاربت أمريكا منذ عشر سنوات وامتلكت خبرة قتالية كبيرة في محاربة
أمريكا هذه السنوات!!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق