شعار أمريكا
الأسد أو نحرق البلد، الأسد أو لا أحد
بالعودة
إلى تمسك أمريكا والغرب ببشار الأسد، كثيرون لا يصدقون أن أمريكا تريد بشار الأسد
ولا تريد أن تنتصر الثورة السورية. لقد كتبت هٰذا الكلام عشرات المرات منذ ثلاث سنوات
على الأقل، وكررته في كثير من اللقاءات التلفزيونية أيضاً منذ سنتين إلى الآن.
أمريكا تريد بقاء بشار الأسد قائداً لسوريا الأسد، ولا تريد لأحد أن يحل مكانة.
أليس
ممانعاً؟ أليس معادياً لأمريكاً؟ أليس مقاوماً لإسرائيل؟ فكيف تريده أمريكا إذن؟
هٰذا
ما يستند إليه القومجيون واليساريون وأضرابهم في الادعاء بأن ما يحدث هو مؤامرة
على نظظام المقاومة والممناعة. ولٰكنَّ عندما يرون أمريكا متمسكة ببشار الأسد لا
يحاولون التساؤل لماذا إذن يريدونه ولا يريدون اللثورة أن تنتصر؟ وكيف تقود أمريكا
المؤامرة على بشار الأسد وهي التي تريده أن يبقى في السلطة، وهي التي تحمي بقاءه؟
سيتنطع
متنطع فيقول: لأن البديل هو الإسلاميون،
أو داعش حالياً كما تبدي لوحة المشهد العام. هٰذا ادععاء هراء باطل لا أساس له من
الصحة، لأن الموقف الأمريكي من بشار الأسد وحمايته كان قبل ظهور داعش، وقبل ظهور
الإسلاميين كلهم أصلاً في المشهد الثوري السوري، ومن ثمَّ فإن الادعاء بأن الخوف
من وصول الإسلاميين إلى السلطة فهو ادعاء باطل واهم وافتراء على الحقيقة. وكل هٰذه
التفاصيل كتبت فيها مراراً منذ بدايات الثورة إلى الآن، ويمكن العودة إليها
بسهولة. لا، بل إن تصريحات كيري منذ استلم وزارة الخارجية، وقبله تلمحيات هيلاري
كلينتون، إلى جانب تصريحات الناطقين باسم الخارجية والبيت الأبيض والبنتاچون وعلى
رأس الجميع باراك أوباما منذ نحو ثلاث سنوات كانت توحي إيحاءً مباشراً بأن
الولايات المتحدة متمسكة بنظام بشار الأسد، وأنَّها تريد فرض حل سلمي، بدا أنَّها تريد
منه فرض بقاء بشار الأسد بشروط بشار الأسد فقط، فأخفق جنيف على رغم ظهور يقين
إخفاقه من التحضير له.
لقد
أدرك السوريون النابهون هٰذه الحقيقة وعبروا عنها بكاريكاتيرات متنوعة تصور أوباما
حاملاً صورة بشار الأسد وهو يصرخ أو يصيح أو يهتف: الله سوريا بشار وبس، الأسد أو
نحرق البلد، الأسد أو لا أحد.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق