الجمعة، 15 أغسطس 2014

مسلمو القرن بلهاء القرون



مسلمو القرن بلهاء القرون
أكبر دليل على ذۤلكَ أنك ستجد تسعين بالمئة ممن يقرأون هٰذا العنوان سيعلقون على هٰذا عليه بالقدح والشطح والإساءة من دون أن يتابعوا القراءة.
هٰذا هو ما عنيته من هٰذا الموضوع والمقال بالمطلق والخاص.
بالمطلق هم أمة اقرأ ولا يقرأون، وفي هٰذا حديث طويل ثخين ما أكثر ما كتب فيه الكتاب والباحثون والأدباء.
وبالخاص يقرأون مثلاً أن ديستوفسكي مدح الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، فيحلمون القول ويدورون به طولاً وعرضاً، في المجالس والمقاهي... ولا يكلفون أنسفهم عناء معرفة من هو ديستوفسكي، وما هي أقواله، وما هي رؤيته، وبم هي شهرته... بل لا يكلفون أنفسهم عناء معرفة السياق  الذي جاء بهٰذا المدح.
يكرر أكثرهم قول الأديب  الساخر جورج برنارد شو: لو أنَّ محمدا يعيش في هٰذا العصر لحال مشاكل العالم وهو يشرب فنجان القهوة. هل تابع أحد، وأستثني القلة النادرة بالضرورة، سياق هٰذا التعليق؟ هل هو مدح أم قدح؟ سيما وأنه صادر عن أديب ساخر لم يترك شيئاً لم يسخر به حَتَّى نفسه!!
قرأوا أن كارل ماركس قال: الدين أفيون الشعوب... يا حمية الدين!!! هل فكروا في أن لدى كارل ماركس الكثير من الأفكار التي يمكن الاستفادة منها؟! أبداً، ضربوا عنه صفحاً ورُبَّما حرَّموا قراءته.
ما كان هكذا المسلمون أيام الخلافات الثلاث ولا أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم. انظروا كيف نهلوا من كل الثقافات وترجموا من كل اللغات وتابعوا مسيرة الآداب والعلوم والفنون. والذي يعنيني هنا القول: إن هٰذه الثقافة المبتورة، البترية، لا تصنع معرفة، ولا يجوز أن يبنى عليها موقف، ولا رؤية. ألم يقل حكماء العرب والإسلام:
مَلْئَى السَّنَابِلِ تَنْحَنِيْ بِتَوَاضُعٍ
وَالفَارِغَاتُ رُؤُوْسُهُنَّ رَوَافِعُ
ومن ذا الذي يجهل أن المقصود بالنسابل الفارغة الرؤوس الفارغة من الثقافة والمعرفة والعلم، الرؤوس التي تحمل معارف مبتورة، ناقصة؟
إنَّ هٰذه الرؤوس أشد خطراً على ما تتكلم أو تفتي فيه من الأعداء. وفي هٰذا السياق كانت الكثير من الحكم والأمثال العربية الإسلامية، منها قول علي بن أبي طالب:
ما قصم ظهري إلا اثنان:
عالم متهتك وجاهل متنسك
وحكمة العرب العالمية:
«إياك وصحبة الجاهل فإنه يريد أن ينفعك فيضرك».
والقول المأثور جداً في هٰذا الزمان:
«ليس من الضروري أن تكون عميلاً للعدو لتكون خائناً، يكفي أن تكون غبيًّا».
قد يعترض بعض بأن الغبي خارج دائرة موضوع الكلام!! هٰذا غير صحيح، فالغبي الذي يتكلم فيما لا يفهم. وإلا فما معيار الغباء؟! إذا كان الغبي صامتاً لا يتكلم ولا يبدي رأياً أفليس أحكم من المتنطع عن غير علم؟! ألم يقل حكماء العرب:
يعجبني زي الفتى ولباسه
ويسقط من عيني حين يتكلم
هؤلاء الناس آفة على المجتمع، وعلى المعرفة، وعلى أنفسهم. لن نقول لهم ارحموا المجتمع، لن نقول لهم ارحموا العلم والمعرفة، نقول لهم: ارحموا أنفسكم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق