لا تريد أن تفهم الآخر
تريد أن يظل كما تتصوره في وهمها مهما كان هذا الوهم
وتحاربه على هذا الأساس
بل تريد أن تفرض وهمها على الآخرين
هذا أكثر من جنون
يعني
ممكن أن تعيش مع مجنون
ولكن ليس جنوناً مركباً تركيباً معقداً لا يدخل العقل ولو دحشاً
أمثال هؤلاء هم الذين يخلطون بين الفهم والقبول
يظنون أن الفهم هو القبول ولذلك لا يجوز أن يفهموا وربما يعتبرون الفهم حراماً. ولذلك تجد كثيراً من الناس وفرقاً بقضها وقضيضها ترفض التواصل مع الآخر خوفاً من فهمه. لا يسمحون لأبنائهم وأفراد فرقهم بالتواصل أو الانخراط بالجماعات الأخرى تحت ذرائع مختلفة، ولكن غايتهم من ذلك عدم فهم الآخر على حقيقته. هذا ينظي ضمناً على الاعتراف بضعف الذات وقوة الآخر في قيمته وعقيدته، ويدركون أن فهم الآخر هو تحطيم لهويتهم الواهنة، الهشة.
إنهم هم أنفسهم تقريبا الذين يختبؤون وراء أصابعهم. ولو أدرك الذين يختبؤون وراء أصابعهم أنَّ النعامة أذكى منهم لدفنوا رؤوسهم في الرمل فذلك أكثر حماية لهم من الاختباء وراء أصابعهم، أمثر ستراً لعوراتهم من الاختباء وراء أصابعهم.
إن الذين يخلطون بين الفهم والقبول أقل من أن يُستمع إليهم. بل إنَّ الردعليهم مضيعة للوقت.
وطالما أن أمثالهم يتكلمون فلا أمل في الوصول إلى الحق ولا الحقيقة.
وفي هذا السياق إلى حد ما أقول:
الأقنعة ساقطة منذ زمن بعيد، ولكن الساقطون لا يرون سقوطها، لأنهم تحت تحت وهي فوق فوق.
لا يرى سقوط الأقنعة إلا من هم فوق الأقنعة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق