الخميس، 28 أغسطس 2014

دلالات تصعيد الهجوم الغربي على بشار الأسد


تصاعدت في الآونة الأخيرة وتيرة التصريحات المضادة لبشار الأسد من قبل الزعماء الغربيين عامة: أمريكا، فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، هولندا... بما يذكرنا بالحملة نفسها التي بدأت اجتياحات المدن السورية وتصاعد وحشية النظام...
ترى ماذا جرى؟
هل آن أوان التخلص من بشار الأسد؟
لا أظن ذۤلكَ أبداً.
في هٰذا الوقت بالتحديد ازدادت حاجتهم لبشار الأسد أكثر من أيِّ وقت مضى. وما هٰذه البعبات إلا لتغطية ما يجري تحت الطاولة من تعاون من أجل محاصرة الدولة الإسلامية (داعش). محاصرة الدولة الإسلامية تحديداً لأنها الخطر الأكبر الذي يهدد مخططات الأنظمة الغربية في المنطقة، ويهدد أنظمة المنطقة العربية على نحو خاص.
تذكروا أنهم كلما بعبع قادة الغرب بضرورة دعم الجيش الحر كانوا يزيدون في محاصرته وتكبيله... كلما تقهقر النظام حاصروا الجيش الحر والثورة السورية أكثر ليستعيد النظام زمام  المبادرة.
واليوم تزايد البعبعة بعدم إمكان التعاون مع بشار الأسد يعني ضمناً أن التعاون قائم على قدم وساق. واجتماع أوسلو الذي كان منذ أيام جزء من هذا السياق، وثمة الكثير من الاجتماعات والتواصلات في هذا السياق. بل إنَّ الطائرات الحربية الأمريكية الآن تصول وتجول وفي هذه اللحظات في السماء السورية، وعلى الرغم من أنَّ أمريكا، وجوقة المبعبعين الغربيين معها، قالت لن يكون هناك أي تنسيق مع النظام السوري، فإن التنسيق قائم على قدم وسام في حقيقة الأمر
بسبب التصريحات الأمريكية والغربية بعدم التهاون راح كثيرون يقولون: أين تهديدات وليد المعلم؟
والحقيقة أن وليد المعلم لم يهدد، ولم يقل بأنَّ النظام سيعترض، ولا سيعارض، ولم يقل بأن النظام سيفعل شيئاً... هو فقط قال: «(قد) (نفكر) في المضادات الأرضية». أرجو أن تنتبهوا جيداً إلى قوله. قال (قد) يعني ممكن نعم وممكن لا.
قد ماذا يا ترى؟ لاحظوا قوله: «(قد نفكر) في المضادات الأرضية...». وهذا لا يعني استخدامها على الإطلاق. هو فقط سيفكر فيها، بل قد يفكر فيها. يعني حتى احتمال التفكير فيها (قد لا يكون موجوداً)، قد يكون شبه مستحيل.
النظام السوري منسجم معهم تماماً مثلما انسجم في تسليم الكيماوي. والسر واضح صريح: لقد حافظوا على بقاء بشار الأسد حتى أتم تسليم الكيماوي، واليوم سيحافظون عليه حتى تتم السيطرة على الدولة الإسلامية.
سيـ... سيـ... سيحاولون، أي ليست الخاتمة كما يشتهون أو يرغبون بالضرورة. أكرر هنا ما كررته عشرات المرات منذ تحو سنتين: الغرب محتار فعلاً ولا يعرف ماذا يفعل... لا توجد لديهم أي خطة أو منهجية للتعامل مع الأزمة السورية. إنهم يرتجلون على ضوء المستجدات، والمستجدات دائماً تسبقهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق