من
الفواجع التي نعيشها بأشد الوضوح ومع ذۤلكَ لا نريد الاعتراف بها هي أنَّ أبعد
الناس عن الإسلام هم المسلمون. المسلمون هم أبعد ما يكون من البشر عن
الإسلام. لن نقول إن الأوربيين أقرب إلى الإسلام من المسلمين. ولٰكنَّ لا يمكن أن
جد أناساً أبعد عن الإسلام من المسلمين؛ روحاً وخلقاً وسلوكاً وممارسة.
ولذۤلك لا
عجب أبداً أن نعلم أنَّ العرب والمسلمين يدمرون أنفسهم أكثر بكثير جداً جدًا مما
يمكن أن يفعله بهم أشد أعدائهم بهم. وما أكثر ما كررت، وكرر ذۤلكَ الكثيرون:
هان المسلمون على أنفسهم فهانوا على الناس أجمعين.
تحليل ذۤلكَ
والدخول في تفاصيله طويل. ولٰكنَّ لماذا نذهب بعيداً؟
لماذا
نذهب بعيداً والسبب الوحيد الكافي للوصول إلى هٰذه الحال المأساوية يتربع فوق
الرؤوس، ألا وهو التشرذم، وعدم وجود مرجعبة. الحقيقة التي يدركها الجميع أنَّهُ ما
من عقيدة في الدنيا؛ دينية أو دنيوية إلا لها مرجعية واحدة ملزمة لأتباعها بطريقة
أو بأخرى... إلا المسلمون فإن كل واحد منهم مرجعية، والمصيبة أنها تعترف بكل
المرجعيات غير الإسلامية ولا تعترف بأي مرجعية إسلامية.
وطالما بقي المسلمون كذۤلكَ فلن يكون لهم قول،
ولا فعل، ولا موقف حتى يثوروا على أنفسهم قبل أن يثوروا على الآخرين لانتزاع
حقوقهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق