السبت، 31 مايو 2014

قيادات الثورة السورية أكبر أعدائها

لم يعرف التاريخ ثورة
قياداتها في الفنادق الفاخرة
في المقاهي والملاهي ساهرة
لا تسافر إلا بالدرجة الممتازة من الطائرة
تعتاش على تضحيات الناس ودماء الشهداءا
وتأكل أموال اليتامى وتتجر بأنين الشرفاء
وتستثمر ثمن السلاح بالرهان والمقامرة
وكلما بحثت عن غائب منهم
وجدته في أحضان عاهرة
في سوريا فقط
كل مفارقات العقل والتاريخ حاضرة

الحسود وقصير النظر

يجتمع الحسود وقصير النظر
في أن كليهما ينظر إلى ماعند غيره ولا ينظر إلى ما عنده
فيحترق قلبه كل يوم ألف مرة مما يراه عند الآخرين
ولا يعرف كيف يستثمر ما عنده مما قد قد أفضل بألف مرة مما يملكه الآخرون

حمل الماء بالغربال

قال حكيم:
عجبت لأمر البشر!!
ينفقون صحتهم في جمع المال
فإذا جمعوه أنفقوه في استعادة الصحة
توضيح: الحكيم يتحدث عمن يفنون صحتهم في جمع المال ولا يتحدث عن اللصوص ومصاصي الدماء

فكر في المستقبل وضيع الحاضر

من الطبيعي أن يفكر الإنسان في المستقبل
ولكن من يفكر في المستقبل بقلق وينسى الحاضر
يفقد الحاضر والمستقبل
فلا هو أعطى الحاضر حقه ولا نال من المستقبل ما اشتهى
وجهة نظر

كم سوري تحققت له واحدة منها؟

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من باتَ آمناً في سربه، معافى في بدنه، يملك قوت يومه، فقد حيزت له الدنيا بحذافيرها)...
صدقت يا رسول الله
والسؤال: كم سوري تحققت له واحدة من الأحوال الثلاث؟
ولن أسأل كم سوري تحققت له الحالات الثلاث

الجمعة، 30 مايو 2014

لماذا القلق الأمريكي من الاستشهادي الأمريكي؟

السياسة الأمريكية والإعلام الأمريكي مشغول ومتوتر جداً من الاستشهادي الأمريكي الذي نفذ عملية في سوريا
هذا ما كانت تخشاه وهذا ما جلبته هي لنفسها، وأوروبا معها أيضاً. لقد دأبت الولايات المتحدة على مطاردة ظاهرة الاستشهادين في أرجاء العالم وتشويه الإسلام للحيلولة دون وصول هذه الظاهرة إلى الأحضان الأمريكية... وهي بحربها هذه بطريقتها هذه جعلت الأمريكيين أنفسهم يتحولون إلى قنابل موقوتة. من السهل على أمريكا أن تحارب الشعوب الأخرى، ولكن ماذا ستفعل الآن مع الشعب الأمريكي؟
إن بدء الحدث بشخص يعني وجود الكثير وراءه، واحتمال ظهور الكثير مثله، وهؤلاء بدل أن يمارسوا استشهاديتهم في سوريا وغير يمكن أن يماسروها في الوطن الأمريكي.
هذا هو انقلاب السحر على الساحر. هذا هو الأحمق الذي يجلب الدب إلى كرمه؟

كيف السيسي سيحقق الأمن أولا؟

أول ما قد يحققه السيسي للمصريين هو الأمن والأمان كي يكسب الرضى الشعبي ويقال إنه رجل فعلا
تحقيق الأمن هو أسهل شيء على السي سي
لأن كل العنف والارهاب كان من تخطيط مخابراته تنفيذها. ولذلك فإن وقف الإرهاب لا يحتاج إلا إلى كبسة زر ..
بعضهم لن يصدق هذه الحقيقة
لا بأس
ملثلما انتظرنا خمسين سنة حتى نصدق أن عبد الناصر افتعل حادثة المنشية،... دعونا ننتظر خمسين سنة لتظهر الوثائق

الخميس، 29 مايو 2014

ويسير عرس الديقراطية رغم أنف المواطن



في اليوم الأول من الانتخابات المصرية لم يذهب أحد. جن جنون الانقلابيين وصاروا يتوسلون الناس. وبعض الإعلاميين صار يشتم المصريين على الهواء مباشرة.
تم تمديد الانتخاب ومنح  الناس مكافأة سلفاً عطلة رسمية حَتَّى لا يتذرعوا بالعمل. ومع ذۤلكَ لم يذهب أحد أيضاً إلى الانتخاب.
زاد الجنون... وزادت الشتائم للشعب المصري ووصل الأمر بقاضي قضاة مصر إلى أن يقول: «من لم يذهب إلى الانتخاب فهو خائن لا يستحق العيش في مصر».
لذۤلك تم التمديد ليوم ثالث بسبب عدم الإقبال. علماً أنَّ التَّمديد يكون لكثرة الإقبال وليس العكس. عند العرب فقط تنقلب القيم والموازيين عندما يتعلق الأمر بالسلطة.
ومع ذۤلكَ لم يحضر الناس أيضا وسط شديد غضب الانقلابيين وهجومهم على المواطنين بالاتهامات والإساءات والتخوين التي صدرت عن أبطال الديمقراطية مثل مصطفى بكري.
وفجأة يعلن التلفزيون المصري أنَّ أكثر من عشرين مليون شاركوا في الانتخابات. ثمَّ في تصريح مفوضة لجنة الانتخابات جاء أنَّ نسبة المشاركة زادت عن 52%.  يعني أكثر من الذين شاركوا في انتخابات مرسي تلك التي شارك فيها الجميع بحشود كبيرة وتشجيع  من جميع أطياف المجتمع.
كلمة هزلت لا تكفي.
قلت في لقاء تلفزيوني منذ أكثر من شهر: «لا قيمة للناخب العربي عند الأنظمة العربية... حتى لو لم يذهب مواطن واحد للانتخاب فالنتيجة هي ذاتها... لا قيمة للإنسان العربي عند أي حاكم عربي».
وحَتَّى يكتمل العرس الديمقراطي جاء مرشح الغفلة حمدين صباحي ليقلد الديمقراطيات الراسخة. وكأنه يقول: إن ما حدث في مصر انتخابات!!
اعترف بهزيمته أمام السي سي مثل ما يعترف المهزومون في منافسات الرئاسة الأمريكية.
إذا كان لا يعرف أنه ديكور إسباغ شرعية على مسرحية تشبه الانتخابات فتلك مصيبة.
وإذا كان يعرف فالمصيبة أعظم.
كل محتملي الترشح للانتخابات الرئاسية في مصر رفضوا الترشح أو أكرهوا على عدم الترشح. لم يبق إلا حمدين صباحي!!
لماذا بقي صباحي؟
قال إعلامي مصري على التلفزيون المصري: نحن نشكره لأنه لولاه لكانت الانتخابات مهزلة.
لا أصدق أنه لم يكن يعلم أنه يمثل دور مرشح للرئاسة وليس مرشحاً أبداً. وإذا كان يظن ذلك فنحن أمام واحدة من أكبر فضائح العصر: مرشح لرئاسة دولة لا يفقه من السياسة ولا من الواقع ما لا يجهله طفل صغير!!
ومع ذۤلكَ، في الطرف المقابل، نجد أنصار السيسي يحتفلون احتفالاً مدهشاً، ويعبرون عن فرحتهم بفوز السيسي بطريقة توحي بأنهم حققوا المستحيل...وكأنها كانت المنافسات صعبة، صعبة جداً، وكأنه ما كان أحد يتوقع فوز السيسي، فعبَّروا لذۤلك عن فرحتهم بجنون أو ما يشبه الجنون!!
هٰذه هي أمتنا.
أمتنا يا سادة
سيدة القيل والقال
أمتنا يا سادة
وحدها قادرة على المحال
قادرة على تغطية الشمس بالغربال

السيسي يتحدى المنافسين ويفوز

أنصار السيسي يحتفلون
احتفالاً مدهشاً، ويعبرون عن فرحتهم بفوز السيسي بطريقة توحي بأنهم حققوا المستحيل... كانت المنافسات صعبة، صعبة جداً، ما كان أحد يتوقع فوز السيسي، ولذلك حق لهم أن يفرحوا يجنون

لا قيمة للإنسان العربي عن الحاكم العربي

في اليوم الأول من الانتخابات المصرية
لم يذهب أحد
جن جنون الانقلابيين وصاروا يتوسلون الناس٠ وبعض الإعلاميين صار يشتم المصريين على الهواء مباشرة
تم تمديد الانتخاب ومكافأة عطلة رسمية
لم يذهب أحد أيضا
زاد الجنون
وزادت الشتائم للشعب المصري ووصل الأمر بقاضي قضاة مصر أن يقول: من لم يذهب إلى الانتخاب فهو خائن لا يستحق العيش في مصر
تم التمديد ليوم ثالث بسبب عدم الإقبال
علما أن التمديد يكون لكثرة الإقبال وليس العكس
ولم يحضر الناس أيضا وسط شديد غضب الانقلابيين وهجومهم على المواطنين بالاتهامات والإساءات والتخوين التي صدرت عن أبطال الديمقراطية مثل مصطفى بكري
وفجأة
يعلن التلفزيون المصري أن أكثر من عشرين مليون شاركوا في الانتخابات٠ يعني تقريبا أكثر من الذين شاركوا في انتخابات مرسي تلك التي شارك فيها الجميع بحشود كبيرة
كلمة هزلت لا تكفي
قلت في لقاء تلفزيوني منذ أكثر من سهر
لا قيمة للناخب العربي عند الأنظمة العربية
حتى لو لم يذهب مواطن واحد للانتخاب فالنتيجة هي ذاتها
لا قيمة للإنسان العربي عند أي حاكم عربي

صورة لا تغيب من بالي

صورة لا تغيب من بالي
كنت طفلا صغيرا
قبل المدرسة فيما أذكر
كنت وصديقي نطارد صوصا
وضع صديقي رجله أمامه فداس عليه وانمعس
أحسست أني ارتكبت جربمة حينها
ولكن صور الصوص لم تغب من ذهني قليل وقت منذ ذلك الحين٠٠٠ دائما يخطر في بالي مع شعوري بالذنب
على من بشاعة ماأرى من الجرائم لحق البشر لم أستطع تجاوز شعوري بالذنب أمام قتل صوص بقدم صديقي لا بقدمي٠٠٠ فقط لأني كنت وإياه نطارد الصوص

النفاق السياسي أخطر أنواع النفاق



بحثت في النفاق وكتبت عنه، ولكن فاتني التعريج بالكلام على النفاق السياسي.
سأبدأ بآخر ما استجد من النفاق السياسي الصادر عن شخصيات اعتبارية. وأبدأ بالقول إنه مهما كانت التفسيرات والأسباب فإنه من الصعوبة بمكان تماماً أن يستطيع المرء السوي احتمال هذه المبالغات النفاقية التي سمعناها من رجال دين على نحو خاص ومن مثقفين تجاه بعض الشخصيات السياسية أو السلاطين تحديداً.
هناك أكثر من مثال، ولكن ثلاث أمثلة كل واحد منها يكسر ظهر المنطق والأخلاق. ولكن مثالان خطيران وجدا في ظرف شهرٍ واحدٍ تقريباً، وكلاهما رجل دين على مستوى من المكانة وليس القيمة بالضرورة. أولهما مفتي سوريا الحسون الذي قال: إن الانشقاق عن بشار الأسد هو انشقاق عن رسول الله. والثاني أستاذ الفقه في الأزهر الذي قال: إن السيسي ومحمد إبراهيم رسولين من رسل الله. أما بابا الأقباط، الحبر الأعظم، الذي يفترض أنَّهُ متبتل، انقطع في عبادته وعشق لله وحده، فوقف مع السيسي بمساواة حبه له بحبه لله إذ قال: أنا أذوب عشقاً فيه.
عجب عجب عجب!!!
النفاق السياسي هو النفاق للسطلة أو السطان. وهو أخطر أنواع النفاق على الإطلاق. يعني من دون مبالغة يمكن القول إنَّ كلَّ أنواع النفاق في كفَّةٍ والنفاق السِّياسي في كفَّةٍ مقابلةٍ، ويرجح عليها جميعاً، ويفوقها خطراً. وخاصَّة إذا صدر عن شخصية اعتبارية، أي لها وظيفتها الرمزية على الصعيد الاجتماعي أو السياسي أو الاقتصادي أو الديني، أو على الصعيد القيمي عامَّةً. وذۤلكَ لما يمثله المستوى الرمزي للشخصية الاعتبارية من قداسة اجتماعية.
خطورة النفاق الصادر عن شخصيات ذات مكانة اجتماعية تكمن في جانبين:
أولهما انهيار القدوة والمثل الأعلى في قناعات الناس وممارستها، وانهيار القدوة والمثل الأعلى يعني انكشاف السقف أو الغطاء على عن أفق التفكير والقيم لدى الجمهور... يصبح شعباً بلا قيم، بلا هدف، لأنَّ القدوة والمثل الأعلى ساقط أمام أعينهم.
ثانيهما أنَّ ما لا ينهار في الجانب الأول يتعرض للتهديم في الجانب الثاني. أعني بذلك أنَّ من لا ينهار المثل الأعلى عنده بسبب شحطات النفاق التي يمارسوها من هم معددون من المثل العليا في المجتمع، فإنَّهُ سيتعرَّض للتأثر السلبي والخاطئ والانقياد وراء نفاق هؤلاء المنافقين. وسيؤدي بالضرورة أيضاً إلى نسف قواعد الحياة الاجتماعية السليمة أو الإيجابية أو المنتجة أو كلها معا.
الحقيقة أنَّ هٰذا النوع من النفاق موجود منذ القديم القديم، ورُبَّما يكون أقدم أنواع النفاق. ورُبَّما في هٰذا القدم ما يفسر تكرس القيمة الاجتماعية العليا للسلطة والصراع عليها. إن المثل الشعبي القائل: «يا فرعون من فرعك؟ فقال: لم أجد من يردني»، تعبير أمثلي عن واقع الحال في قدم النفاق السياسي. وإذا تتبعنا التاريخ القديم والسلاطين الذين تمادوا في تأليه أنفسهم نجد أن وراءهم رجال دين، رجال علم أو فكر هم من ابتدأ معهم فكرة التأليه، وأعجتهم الفكرة، وصدقوها وساروا فيها. فرعون، النمرود... وغيرهما من رجال الدين الذين تم تأليههم إنما كانت على أساس هٰذا النفاق السياسي قبل أن تكون اندفاعةً من السلطان أو رغبةً منهم. نفاق رجال الفكر والسياسة والدين وغيرهم من الشخصيات الاعتبارية هو الذي يفتح الباب على السلطان الذي يصدق نفاقهم ويعتقد في نفسه ما ينافقون به. قليل نادر من السلاكين هم الذين لا ينساقون وراء هذا النفاق، ولٰكنَّ أكثرهم يسرون به ويصدقونه. ولذۤلك يمكن القول إنَّ السلطان الذي لديه قبول أو ميل إلى هٰذه المبالغة هم من يقدمون على صنع طبقاتهم الثقافية الخاصة وإخصاء وإقصاء المثقفين الحقيقين مهما اختلفت ميادين حراكهم الثقافي. وهٰذه الظاهرة أيضاً ليست بالجديدة فهي موجودة منذ القديم أيضاً، وظهورها الصريح اليوم هو لأننا نعيشها وليس لشيء آخر.

الثلاثاء، 27 مايو 2014

النظام لا يريد أي مصالحة مع الشعب

النظام لا يريد أي مصالحة مع الشعب
كيف يمكن أن يقتنع أي سوري بأن بشار الأسد ونظامه يريد أي مصالحة مع الشعب وهو من يسن القوانين الاستفزازية إلى أبعد الحدود؟
منذ أيام صدر قانون سمي قانون الإدارة الاجتماعية يخول النظام لنفسه بحكم هذا القانون أن يصادر منازل المهجرين والنازحين. قام النظام بتهجير الناس، هربت الناس خوفاً من بطش النظام وبقنابله وبرامليه وصواريخه وها هو يصدر قانوناً يسمح لنفسه بوضع اليد على ممتلكاتهم لأنهم هربوا من بطشه وسكاكين شبيحته. شيء يفوق قدرة العقل على الاحتمال!!!
واليوم كشف القاضي الشرعي الأول بدمشق محمود المعراوي أن وزارة العدل تقوم على إعداد مشروع قانون يتيح للنظام التصرف بأموال الأيتام القاصرين باستحداث ما يسمى الهيئة العامة لإدارة واستثمار أموال القاصرين.
لم يسلم من هرب من بطش النظام، ولم يسلم من بقي تحت بطش النظام. هناك قام النظام بتهجير الناس والاستيلاء على ممكتلكاتهم، وهنا قتل الناس وسيقوم بالاستلاء على أموال من بقي من أسرهم من القاصرين أحياء.... شيء يفوق قدرة العقل أيضاً على الاحتمال!!!!
إذا كان يقوم بذلك فكيف يمكن تصديق أنه يريد أي مصالحة مع الشعب؟ أي مصالحة هذه التي يريدها مع الشعب؟ لقد كتبت وكررت ذلك عشرات المرات، منذ بداية الثورة: إن كل ما يقوم به النظام هو قطع أي سبيل للتواصل مع الشعب، هو دفع الشعب إلى الإصرار على المضي بالثورة إلى آخر نفس مهما كلف الأمر من ثمن، الشعب يجد نفسه في كل مرحلة مضطراً للإصرار على النصر مهما كلف النصر من ثمن. ولم يكن الشعب غافلاً ولا غبيًّا لأنه أدرك هذه الحقيقة منذ البداية، ومنذ الأشهر الأولى رفع شعاراً ظل يكرره:  لن نركع طالما فينا طفل يرضع. وشعار الموت ولا المذلة...
هذه ليست شعارات عبثية، ولا غنائية، إنها تعبير صميمي على إدراك الناس أن النظام لا يريد أن يتواصل مع الشعب، ولا يريد أن يعطي أي فرصة للتفاهم أو الحوار.
لقد كتبت في أوائل الثورة: النظام هو الذي يحرض الناس على الثورة. وظل النظام يحرض الناس على عدم الرجوع. ولم يقدم أبداً أي باردة حسن نية، أو شبه شبه شبه حسن نية. كل ما قدمه مزيد من التحريض الاستفزازي للاستمرار بالثورة. ومزيد من التقسيم الاجتماعي والشحن الطائفي المقصود بالتسريبات التي لم تكن في البداية بيعاً وشراءً وإنما كانت تسريبات مقصودة من أجل تأجيج الصراع الطائفي.
هذان القانونان هم الجديدان في إثبات أن بشار الأسد والنظام يقطع كل سبل المصالحة. قبلهما كانت قوانين أخرى ليست كثيرة ولكنها ليست قليلة. تصب في المعين ذاته. منها قانون البطاقات الشخصية الذي توقف فجأة. وكل ذلك ونحن نتحدث في إطار قطع النظام دابر أي طريق للمصالحة، على ألقل بين النظام والشعب، ولا نوعل في الحديث عن المصالحلة بين الشعب والشعب، فتلك مأساة أخرى.
أما الحرص على مصلحة سوريا فتلك مأساة المآسي: من دمر تراثاً عمره آلاف السنين كيف يمكن له أن يقول إنه حريص على سوريا؟
من هجر شعب سوريا كله تقريبا كيف يحق له الحديث عن حرصه على سوريا؟
من قتل واعتقل وجرح أكثر من عُشر الشعب كيف يمكن أن يتحدث عن حرصه على سوريا؟
القصة أطول من ذلك وتحتاج إلى وقفة خاصة.

الاثنين، 26 مايو 2014

سوريا هي ذلك الخباز الجوعان



 سوريا هي ذلك الخباز الجوعان
لن أقول هل يعقل
لقد انعقل وانتهى الأمر
ثلاث سنوات ونصف تقريباً لم تفرز الثورة السورية قيادة تتسم بالكاريزم والكفاءة والمهارة القيادية للحلول محل النظام وتأمين انتقال جيد وآمن للسلطة والمجتمع إلى سوريا ما بعد الثورة؟
أمرٌ أعجب من العجب.
من غير المقبول ومن غير المعقول تصديق أن سوريا ليس فيها شخصيات بارزة ومهمة قادرة على النهوض بمثل هٰذا الدور المفصلي الحاسم في تاريخ سوريا. علماً أن المحطَّات التاريخية في تاريخ الشعوب هي الأكثر إفرازاً لأمثال هٰذه الشخصيات التاريخية. فلماذا سوريا عكس كل المنطق والتاريخ؟
وسيكتمل المشهد فاجعيةً إذا ما علمنا أنَّ سوريا هي البلد الوحيد في العالم الذي صَدَّرَ ويصدِّرُ الرؤساء والملوك والقادة. وعندما احتاج إلى قائد ينقذ البلد لم يستطع أن يجد!!!
سوريا البلد الوحيد في العالم الذي صدر ويصدر الرؤساء والملوك والقادة لدول العالم عجز في اللحظات الحاسمة عن إنتاج قادة أو قائد للثورة تلتف حوله الثورة والناس... كل الوجوده الظاهرة عاهات تسود بها الوجوه... وبصراحة بالغة إذا بقيت الأمور كذلك فإن العصابة القادمة ستجعل الناس تندم حقاً على قيامها بالثورة.
سوريا أكبر بمليون مرة من هٰذه المسوخ التي تدعي أنَّها وجوه الثورة، وجوه سوريا. لا ننتقد أشكالاً على الإطلاق. إن  الشبهات التي تدور حول هٰذه الوجوه هي رأس المخاوف منهم. وتصريحاتهم تقود إلى هواجس خطيرة. وسلوكاتهم الثورية موضع ارتياب. نحن في حقيقة الأمر أمام معضلة معقدة، وتزداد تعقيداً كل يوم.
إنَّ الإقصائية التي مارسها السوريون في ثورتهم منذ البداية هي التي دمرت الثورة، وأعطت النظام الفرص تلو الفرص في القضاء على الثورة، وتدميرة سوريا أكثر فأكثر. السوريون الثوريون أنفسهم مارسوا الإقصاء ضد بعضهم. ويا ليته إقصاء مثل أي إقصاء. لقد أقصوا الكفاءات بمختلف ميادينها. ولقد تمت هٰذه الإقصائيى بكل المستويات وأنواعها؛ من حسن النية، إلى عقد الاستعراض، إلى الاتكالية...
لقد أخطأ الجميع إلا نفر من المثقفين في تقدير الثورة والنظام، وظنوا أن الثورة مثل مصر وتونس (شمة هوا) ولم يرد أحد إلا أن يكون في المقدمة، ويصيراً رمزاً للثورة، على الرَّغْمِ من كل افتقاره لكل مقومات الرمزية. ولذۤلك بدأ التخبط والخلط وقيادة الأمور إلى مهاوٍ لا تحمد عقباها، ويصعب ترقيعها.
لقد صارت الثورة عشرات الكتل؛ كل كتلة بنية مستقلة عن الأخرى ولا علاقة لها بها إلا العداء في بعض الأحيان... والمشكلة ليست هنا في حقيقة الأمر. المشكلة هي أن كل كتلة مثل البغل الشموسي: يرفس من وراءه ويعض من أمامه.
هذا المثل منذ سنة ونصف وأنا أكرره بين الحين والحين على الأقل هنا. ولذۤلك لا تقولا لماذا هٰذا الكلام الآن؟

الأحد، 25 مايو 2014

البغل الشموسي

كثر الكلام بيوجع الراس
والسكوت بيوجع الراس
على أي حال،
الثورة عشرات الكتل، كل كتلة بنية مستقلة عن الأخرى ولا علاقة لها بها إلا العداء في بعض الأحيان...
المشكلة ليست هنا في حقيقة الأمر
المشكلة هي أن كل كتلة مثل البغل الشموسي: يرفض من وراءه ويعض من أمامه.
للأمانة والتاريخ
هذا المثل منذ سنة ونصف وأنا أكرره بين الحين والحين على الأقل هنا.

لو أن نبياً اعترض على حاكم عربي لاتهم بالإرهاب

اسمحوا لي أن أستذكر معكم صراخ
الدكتور محمد البلتاجي في قاعة المحكمة، وأعقب، وأترك لكم التعقيب، قال:
كنت سادس الجمهوريّة في الثانويّة العامّة...
والأول على كليّة الطبّ خلال ستّ السنوات...
وطبيبا ً متميّزا ً في تخصصي،
وأستاذا ً للطب في جامعة الأزهر،
وقائما ً على رأس عملي في عيادتي التي هي من أكفأ المراكز الطبية في مصر...
ثُمّ في شهرين... تُلفّق لي 25 تهمة جنايات في 25 مُحافظة في مصر وكأني رئيس المافيا العالميّة!
قتلتم ابنتي...
اعتقلتم ابني...
طاردتم زوجتي...
و أحرقتم عيادتي الطبية!
هل تعتقدون أنني سأقف هنا لأدافع عن نفسي؟!
أقسم بالله الإعدام و البراءة عندي سواء في سبيل الوطن والأمّة...
وحتى تعلم أجيال الأمّة من كان يقف في صفّ الحقّ، و من كان يقف في صفّ الباطل...
هذا كلام البلتاجي
ولو أن نبيًّا مؤيداً بالمعجزات اعترض على حاكم عربي لما كان أحسن حالاً من البلتاجي...

لقد تحول الفيل إلى إنسان!!

ما أسهل أن تقيس الناس كلهم بمسطرة واحدة
هذا هو التفكير الخطي، تفكير الذي تعلم أن كل من يقف على رجلين فهو إنسان فلما رأى القرد قال عنه هذا إنسان، ورأى الدجاج فقال هذا إنسان، ورأى الكنغر فقال هذا إنسان... وحين وقف الفيل على رجليه فجأة صرخ مندهشاً وقال: لقد تحول الفيل إلى إنسان، لقد تحول الفيل إلى إنسان...

ما أسهل وضع الجميع على قياس واحد

ما أسهل أن تقيس الناس كلهم بمسطرة واحدة
هذا هو التفكير الخطي الذي تعلم أن كل ما يقف على رجلين فهو إنسان فلما رأى القرد قال عنه هذا إنسان، ورأى الدجاج فقال هذا إنسان، ورأى الكنغر فقال هذا إنسان...

المواطن المثالي عند الحاكم

فقط إعلام الأنظمة العربية يقول:
لقد ضرب شعبنا للبشرية جمعاء مثالاً عظيماً في الوطنية والأنتماء ومحاربة الأعداء...
وكأن كل شعوب العالم تعبد الأعداء ولا تميز بين الوطنية واللوطنية، ولا تميز بين الانتماء والامتناء
الحقيقة المرة أن إعلام الأنظمة العربية يرى أن الشعب وطنياً ومخلصاً فقط عندما يكون خانعاً قابلاً للذل ونهب خيرات البلد من دون مناقشة أو مجادلة أو اعتراض
وفي اللحظة التي يعلو فيها صوت الشعب قليلاً ولو قليلاً جداً مطالباً بأي حق من الحقوق يصبح الشعب كله خائناً وعميلاً ومخدوعاً ينفذ أجندة مؤامرة خارجية.