في اليوم الأول من الانتخابات المصرية لم يذهب
أحد. جن جنون الانقلابيين وصاروا يتوسلون الناس. وبعض الإعلاميين صار يشتم
المصريين على الهواء مباشرة.
تم تمديد الانتخاب ومنح الناس مكافأة سلفاً عطلة رسمية حَتَّى لا
يتذرعوا بالعمل. ومع ذۤلكَ لم يذهب أحد أيضاً إلى الانتخاب.
زاد الجنون... وزادت الشتائم للشعب المصري ووصل
الأمر بقاضي قضاة مصر إلى أن يقول: «من لم يذهب إلى الانتخاب فهو خائن لا يستحق
العيش في مصر».
لذۤلك تم التمديد ليوم ثالث بسبب عدم الإقبال. علماً
أنَّ التَّمديد يكون لكثرة الإقبال وليس العكس. عند العرب فقط تنقلب القيم والموازيين
عندما يتعلق الأمر بالسلطة.
ومع ذۤلكَ لم يحضر الناس أيضا وسط شديد غضب
الانقلابيين وهجومهم على المواطنين بالاتهامات والإساءات والتخوين التي صدرت عن
أبطال الديمقراطية مثل مصطفى بكري.
وفجأة يعلن التلفزيون المصري أنَّ أكثر من عشرين
مليون شاركوا في الانتخابات. ثمَّ في تصريح مفوضة لجنة الانتخابات جاء أنَّ نسبة
المشاركة زادت عن 52%. يعني أكثر من الذين
شاركوا في انتخابات مرسي تلك التي شارك فيها الجميع بحشود كبيرة وتشجيع من جميع أطياف المجتمع.
كلمة هزلت لا تكفي.
قلت في لقاء تلفزيوني منذ أكثر من شهر: «لا قيمة
للناخب العربي عند الأنظمة العربية... حتى لو لم يذهب مواطن واحد للانتخاب
فالنتيجة هي ذاتها... لا قيمة للإنسان العربي عند أي حاكم عربي».
وحَتَّى يكتمل العرس الديمقراطي جاء مرشح الغفلة حمدين
صباحي ليقلد الديمقراطيات الراسخة. وكأنه يقول: إن ما حدث في مصر انتخابات!!
اعترف بهزيمته أمام
السي سي مثل ما يعترف المهزومون في منافسات الرئاسة الأمريكية.
إذا كان لا يعرف
أنه ديكور إسباغ شرعية على مسرحية تشبه الانتخابات فتلك مصيبة.
وإذا كان يعرف فالمصيبة
أعظم.
كل محتملي الترشح
للانتخابات الرئاسية في مصر رفضوا الترشح أو أكرهوا على عدم الترشح. لم يبق إلا حمدين
صباحي!!
لماذا بقي صباحي؟
قال إعلامي مصري
على التلفزيون المصري: نحن نشكره لأنه لولاه لكانت الانتخابات مهزلة.
لا أصدق أنه لم يكن
يعلم أنه يمثل دور مرشح للرئاسة وليس مرشحاً أبداً. وإذا كان يظن ذلك فنحن أمام واحدة
من أكبر فضائح العصر: مرشح لرئاسة دولة لا يفقه من السياسة ولا من الواقع ما لا يجهله
طفل صغير!!
ومع ذۤلكَ، في
الطرف المقابل، نجد أنصار السيسي يحتفلون احتفالاً مدهشاً، ويعبرون عن فرحتهم بفوز
السيسي بطريقة توحي بأنهم حققوا المستحيل...وكأنها كانت المنافسات صعبة، صعبة
جداً، وكأنه ما كان أحد يتوقع فوز السيسي، فعبَّروا لذۤلك عن فرحتهم بجنون أو ما
يشبه الجنون!!
هٰذه هي أمتنا.
أمتنا يا سادة
سيدة القيل
والقال
أمتنا يا سادة
وحدها قادرة على
المحال
قادرة على تغطية
الشمس بالغربال