الاثنين، 5 يناير 2015

إذا فتحت فما فسكره

حوار مع إنچليزية

لغة الضاد أعز لغات الأرض وأجملها وأعذبها وأكملها... وأسلسها.
منذ ربع قرن التقيت فتاة إنجليزية بدمشق، قالت لي في حوار:
ـ اللغة العربية أصعب اللغات.
قلت لها: هذا رأيك لأنك لا تجيدينها... ولكنها أكثر اللغات ضبطاً وقياسية واشتقاقية... يعني أكثر اللغات قوننة.
قالت: فيها استثناءات، شواذ كثيرة...
قلت لها: إطلاقاً... هي الأقل استثنائية وشذوذاً. والإنچليزية من أكثر اللغات استثناءات وشذوذات.
بهتت وفتحت فمها وتدلى لسانها، وقال: معقول؟؟!!
قلت لها: لا يوجد قاعدة لكتابة الكلمات كل كلمة تكتب شيئاً وتلفظ شيئاً... لاحظي: (door) و(book) كم الفرق هائل بَيْنَ اللفظين، والكتابة واحدة. لاحظي (through) سبع أحرف لا يلفظ إلا نصفها الأول، وكذۤلكَ ليل (night)، وهناك كلمات الأحرف المنطوقة أكثر من الأحرف المكتوبة مثل سماء (sky)... ثمَّ لماذا أنا حرف واحد (I)، وأنت ثلاث أحرف علىٰ رغم أنَّها يكتفى بها بحرف واحد (u)... هل أتابع أم يكفي؟
ظل فمها مفتوحاً ولسانها متدلياً.
قلت لها: لا يوجد في العربية ذۤلكَ إلا استثناءات نادرة تعد علىٰ أصابع اليد. بينما كل اللغات الأوروبية مثل الإنچليزية وأكثر... ولا أعرف شيئاً عن اللغات الآسيوية.
وضعت يدي على فمها وسكرته... خفت أن يظل كذلك فأتهم بأني فتحت فمها ولم أستطع تسكيره... سكرته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق