الثلاثاء، 20 يناير 2015

أسرار الخطوة الانقلابية الحوثية

كل من ينظر إلى الحراك الحوثي في اليمن على أنه صراع داخي أو خلافات داخلية فهو قصير نظر
الحوثيون يتحركون بقرار إيراني ولا علاقة لعبد الله صالح كما يتوهم بعضهم إلا من جهة كونه يظن أن ينتقم أو يحقق حضوراً فيما هو لعبة بيد الحوثيين الذين هم بيدق إيراني
خطوة الحوثيين اليوم شبه الانقلابية هي اللمسات الأخيرة على فرض السلطة الحوثية، أي السلطة الإير
انية على كامل الساحل الجنوبي للجزيرة العربية.
هذه الخطوة الإيرانية هي مسابقة مع الزمن ليس لمفاوضات الملف النووي بل لتقاسم النفوذ مع الولايات المتحدة الأمريكية على المنطقة ووضع شروطها على المفاوض الأمريكي.
الحوثيون كما يقول بعضهم لا يريدون أن يكونوا واجهة السلطة في اليمن، يريدون أن يكونوا حكام اليمن من الكواليس الخلفية. ولكن فيما يبدو لي أن هذا الاحتمال ضعيف في مخططات إيران، إيران لن تتردد في الإيعاز للحوثي باستلام السلطة رسميًّا. ويبدو أن المخطط يسير على هذا الطريق، وقد صرح الحوثي في خطابه منذ قليل إلى أنه قد يقدم على مثل هذه الخطوة. قال حرفيًّا: «كل الخيارات مفتوحة من دون استثناء، والسقف عالٍ عالٍ».
دول عربية كانت السند والسبب الرئيس في وصول اليمن إلى ما وصلت إليه. خوفهم من انتصار الثورة وضعهم أمام أي خيار يقضي على فكرة الثورة ولو كان سيطرة إيران على اليمن.
أكثر ما أضحكني الآن نعليق محلل سعودي يقول إنَّ السعودية تنأى بنفسها عن التدخل في الشؤون الداخلية لليمن. هذا بعد أن فرضت السعودية الحل السلمي على الثورة اليمنية على رغم الجميع لوأد فكرة الربيع العربي. هذا النأي بالنفس عن التدخل في الشؤون الداخلية بعد أن أوصلت الأمور إلى هذه المرحلة... بعد أن صارت إيران على الحدود الجنوبية للسعودية.
في هذا  السايق أضحكني أكثر من هذا المحلل السعودي محلل آخر قبل ساعات على قناة الجزيرة قال: «نحن لا نهتم بتصريحات البرلمانيين والسياسيين الإيرانيين، كلها لا قيمة لها... نحن يعنينا التعامل الرسمي مع الدولة الإيرانية، الدولة الإيرانية تقول لا مصالح لها في المنطقة، ولا تتدخل في المنطقة...!!!».
أعجز عن تقدير فهمه. ولكن هؤلاء هم قادة العرب إن أحسنا الظن فيهم
. إن أحسنا الظن فيهم فهذه طريقة تفكيرهم في أزمات الأمة ومشكلاتها على امتداد أكثر من مئة سنة مضت. يرون الخصم يخلع عنهم ثيابهم ويقولونك لا مشكلة لقد قال لنا إنه لن يسرقها... يصبحون عراة تماماً ويهم الخصم في اغتصابهم، فيقولون: لا، لا يريد أن يغتصب، يريد فقط أن يجرب، هو يقول إنه سيجرب فقط. ويجرب، ويغتصب، وهم ساكتون، وإن اعترض أحد قالوا: هس، هس... لا تقاطعه حتى لا يغضب... هو يفتح لنا مشرعاً استثمارياً يفيد الوطن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق