الاثنين، 5 يناير 2015

نتانة الأخوة وتفاهة الإنسانية

أيام كان السوريون بخير كان العالم العربي كله مفتوحاً أمامهم من دون تأشيرة
عندما تعرض السوريون للقتل والتشريد وتدمرت أملاكهم وحياتهم واحتاجوا أشقاءهم العرب أغلق العرب أمامهم الأبواب وصاروا يشترطون آلاف الشروط لدخولهم إلى بلادهم... كل الدول العربية تفعل ذلك وليس لبنان فقط.



لم تكن الدول العربية مفتوحة أمام السوريين كما هي مفتوحة أمام الأوربيين والأمريكيين والآسوييين والقطبيين الجنوبيين والشماليين... هٰذا صحيح، ولۤكنَّهَا على الأقل لم تكن مغلقة بهٰذه الطريقة البشعة الشنيعة التي هي عليه اليوم.
يا أخي الأخوة العربية العربية أخوة غير شكل غير شكل.

المسألة ليست سهلة أبداً.
العتب واللوم ليس صغيراً أبداً.
يجب أن تعلموا قبل كل شيء أنَّ أزمة تشرد السوريين هي الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية، هذا وفق تقديرات عالمية صادرة عن كثير من المؤسسات الرسمية وليست محض تقديرات تخيلية نابعة عن الوجع والألم من هذا السوري أو ذاك.
تخيلوا يا راعاكم الله، فواجع وكوارث حرب عالمية خاضتها عشرات الدول الكبرى، على مدار نحو سبع سنوات، تتكافئ نظرياً وعمليًّا مع فواجع الثورة السورية من قتل وتشريد ودمار ولجوء... قبل أشهر قليلة وصفت اليونسكو/ الأمم المتحدة دمار حلب بأنه أكبر دمار في تاريخ البشرية بعد دمار هيروشيما التي دمرتها أول قنبلة نووية...

مع كل هذه المصائب غير المسبوقة في التاريخ البشري وقف أهلنا العرب وقفة لئيمة غير مسبوقة في تاريخ البشرية من تعقيد الدخول وإجراءات الإقامة والانتقال ومنع الدخول والتَّهجير والإعادة إلى النظام... ناهيكم عن الأحقاد التي تضع العقل في الكف: الأشقاء العرب يحسدون السوريين على الخيام التي يقيمون فيها بين الجبال والصحاري وسط البرد القاتل والحر القاتل... الأشقاء العرب يحسدون السوريين إذا رأوا بيدهم رغيفاً ويتندرون بهم؛ أيكأل خبزاً وهو مشرد؟!!
غير معقول...
غير معقول أبداً ما يحدث ويدور.
في الوقت ذاته تجدون العالم يستنفر لهجرة مئتي إيزيدي استنفاراً يفوق استنفار العالم لتشريد ملايين السوريين، ويقدمون من المعونات لمئتين وخمسين إيزيدي تفوق ما يقدم لملايين السوريين، ويتمسحون بالأيزيديين ويتبركون بهم، ويتبرمون بالسوريين.
هزلت وكم قلت إن كلمة هزلت أقل بمليون مرة مما نراه.
رب إليك وحدك المشتكى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق