الاثنين، 21 يوليو 2014

فرضوا علينا المفاضلة بين الأنظمة العربية وإسرائيل

أمرٌ محيِّرٌ:
الكيان الصهيوني الغاصب، في الحرب والعدوان، يتَّصل بأصحاب البيت الذي سيقصفه ويطلب منهم إخلاء البيت، وبعد ذۤلكَ يطلق قذيفة تحذيريَّة (زنَّانة) علىٰ المنزل قبل قصفه بمدَّةٍ تتراوح بَيْنَ دقيقةٍ وستِّ دقائق...
الفلسطينيون منذ زمن يعرفون هٰذه الممارسة.
في سوريا ينظر النِّظام أين يتجمَّع النَّاس ويلقي عليهم البرميل أو الصَّاروخ كما حدث مئات المرَّات علىٰ الأفران والمساجد والمدارس والتَّجمُّعات السَّكنيَّة.
هل يعقل أنَّنا وصلنا إلىٰ المفاضلة بَيْنَ إسرائيل ونظامٍ عربيٍّ؟؟!
لمصلحة من هٰذا؟؟؟
في هٰذه الأثناء ذاتها بشار الأسد يعجز عن الوصول إلىٰ البرلمان الذي لا يبعد عنه أكثر من خمسمئة متر فيجلب مجلس الشَّعب إلىٰ القصر ليؤدِّي القسم أمامهم في سابقةٍ غير مسبوقةٍ عبر التَّاريخ السُّوري... ورُبَّما تاريخ الحكومات والبرلمانات.
وفوق ذۤلكَ يدَّعي أنَّ سوريا بخيرٍ وأنه انتصر علىٰ الثَّورة الإرهابيَّة وأنه وَضَعَ حدًّا للرَّبيع العربي... ويفخر بأنَّهُ قَبَرَ الرَّبيع العربيَّ بدمشق.
نحن لا نفاضل بَيْنَ إسرائيل والنِّظام السُّوري أو الأنظمة العربيَّة، ولا نزكِّي إسرائيل بأيِّ حالٍ من الأحوال، ولٰكن نحن نقارن، ولا يمكن إلا أن نقارن، والأنظمة العربيَّة هي التي فرضت علينا هٰذه المقارنات.
للتَّذكير بما سبق أن نشرته مرات: لا تظنُّوا أنَّ الحكَّام العرب الآخرين أحسن من بشار الأسد بشيءٍ أبداً، وقد شاهدتم علىٰ أرض الواقع مَنْ تَعَرَّضَ لثورةٍ ماذا فعل: (رؤساء الجزائر أيام الثَّورة علىٰ النِّظام في التِّسعينيات) القذافي، عمر حسن البشير، علي عبد الله صالح، السيسي، المالكي...
أيُّ حاكمٍ عربيٍّ يثور عليه شعبه لن يكون إلا نسخة من بشار الأسد...
منذ ظهور وحشيَّة القذَّافي في التَّعامل مع الثَّورة الليبيَّة ثُمَّ اقتفاء خطاه من قبل النظام السُّوري كتبت غير مرَّة: «سيظلُّ حُكَّامنا فوق رؤوسنا حَتَّىٰ نقول: إسرائيل أفضل منهم»... مثلما حدث فعلاً، ويحدث كل يوم من مقارانات...
ومثلما انتهز موالو الأنظمة هٰذه المفاضلات للقول: أرأيتم؟ إنهم يفضلون إسرائيل!!!
استنتاج غير بريء، وخبيث إلىٰ أبعد الحدود. عندما تقول الفاسد فلان أقل فساداً من الفاسد فلان، لا يعني أنك تعطي شرعية لهٰذا الفاسد أو ذاك، ولا ترحب بهٰذا الفاسد دون ذاك. وعندما قالت الشعوب العربيَّة: «إنَّ إسرائيل أفضل من الحكام الحُكَّام العرب»، فهٰذا لا يعني أنَّهُم يريدون إسرائيل، ولا أنهم يقبلون إسرائيل، ولا أنَّهُم يفضلونها عليهم. إنهم يقولون باختصار: إن وحشية إسرائيل أكثر لطفاً من وحشية الأنظمة العربيَّة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق