الاثنين، 21 يوليو 2014

المتنطعون وعصر الرويبضة

كان أحد هواجسي الفكرية منذ البدايات التصدي للمتنطعين للكلام من غير علم، والاجتهاد على غير دارية ولا فهم، وأوائل أبحاثي المكتوبة وربما المنشورة أيضاً تصب في هذا السياق
ولم يزل هذا همي وهاجسي لأن المتنطعين يتزايدون بتكاثر انشطاري مربك وخطير...
إنهم موجودون في كثير من الميادين والمجالات: في الدين، في السياسة، في الأخلاق، في الأدب... ولا أستبعد أن يكونوا في ميادين العلوم الطبيعية أيضاً.
إنه لأمر مقرف أن تجد من لا يصلي ولا يصوم وربما لا يترك شيئاً من الموبقات يعتب عليه... وهو يريد أن يعلم المسلمين أصول الإسلام، ويصرخ بأعلى صوته: أهكذا تطبق حدود الشرع، أهكذا هو الإسلام، لا يجوز أن تفعل المسلمون كذا أو كذا، يجب على المسلمين أن وأن وأن....
الأمر يصح على التنطع للتحليل السياسي أيضاً والإفتاء في الاستراتيجيات وسياسات الدول ومواقفها من دون أساس في الثقافة السياسية وليس العلم الذي لا غنيى فقط.... أينما توجهت تجد من يقرظ مواقف دول أو يذم مواقف دول أو سلوكات أو مواقف سياسية، وينصح ويوجه ولا هو لا يعرف الطيخ من البطيخ، ولا الخمسة من الطمسة...
قرأت التراب العربي معظمه، وكثيراً من التراث العالمي... لم أجد في عصر من العصور انتشاراً لهذه الظاهرة كما هي منتشرة في هذا العصر...
هذه الظاهرة التي سماها رسول الله بالرويبضة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق