داعش لو طارت
الذي لا يعرفُ الصَّقرَ
يشويه
سينعتني بعضهم بأنِّي
داعشيٌّ. ولذۤلك قلتُ: من لا يعرفُ الصَّقر يشويه ردًّا مسبَّقاً. أعمياء القلوب لا
يميِّزون بَيْنَ من يكشف عن حقيقة الأمر وبَيْنَ من يتبناه.
داعش حوربت في البداية
بزعم أنَّها عميلةٌ للنِّظام السوري، وأنَّها مخابراتٌ أسديَّةٌ. ولٰكنَّ كلَّ الحقائق
تنفي هٰذا الادعاء وتدحضه، وتواترت الانتقادات من هٰذا الجانب حَتَّى لم يعد يستطع
محاربو داعش القول إنَّهم يحاربونها لأنَّها عميلةٌ للنظام السوري.
ولٰكن لأنَّهم يريدون
أن يحاربوها مهما كلَّف الثَّمن وتحت أيِّ ذريعةٍ تحوَّلت الجريمةُ الدَّاعشية من كونها
عميلةً للنِّظام السوري إلى أنَّها خوارج، وراحوا يستخرجون من الأحاديث النبوية ما
يوجب قتالها وقلتهاوذبحها والقضاء عليها...
هٰذا الحقد الأعمى أوصل
الأمور إلى تناقضات لا يمكن تصديقها فداعش محاربةٌ من أطرافٍ متصارعة مع بعضها: أمريكا،
السعودية، روسيا، إيران، المالكي، حزب الله، الثورة السورية، ومن المؤكد أن إسرائيل
طرفٌ من هٰذه الأطراف... كيف استقرت كلُّ هذه التناقضات في سلَّةٍ في واحدةٍ؟ كيف استوى
أنَّ كلَّ هٰذه الأطراف المتناقضة المتصارعة... متوافقةٌ على محاربة داعش؟؟؟
لا يمكن أبداً قبول
أنَّ الجميع على صواب، ولا يمكن أبداً قبول أنْ ليس هناك فريق أو أكثر لا يعرف ماذا
يفعل... ومن المؤكَّد تماماً أن أكثرهم يعرفون ماذا يفعلون، وأنَّ الصِّراع مع داعش
ليس أبداً حرصاً على الإسلام، ولا لأنهم عملاء للنظام، وإنَّما لمصالح متضرِّرةٍ في
أحسنِ حسن الظنِّ.
أنا لا أدافع عن داعش،
ولا عن أيِّ خطأ ارتكبته أو ترتكبه داعش. ولٰكن لا يمكن أبداً أبداً أبداً أن أرى هٰذه
التناقضات الصارخة وأستطيع السُّكوت.
لا أقول ذلك لأقنع أحداً،
لأنَّ أحداً لن يقتنع إذا كان الغشاء على عينية وقلبه أسمك من خرج الحمار. لا أريد
أن أقنع أحداً لأنَّ الحقيقة أوضح من أن يكلِّف أحدٌ نفسه عناء توضيحها، ومن ثَمَّ
فإنَّ من لا يريد أن يراها لا يمكن أن يرها ولو اجتمع الإنس والجن على إقناعه.
لا أريد أن أتحدث عن
الفبركات والتزوير وحرف الحقائق عن طبائعها لأنَّ من يقوم بهٰذا التزوير كمن يفتري
على الله الكذب وهو يعلم، فكيف يمكن إقناعه؟؟
الحظ مثل رجل أصلع.
له خصلة شعر من الأمام. يأتيك مسرعاً، إن أمسكت خصلة الشعر أمسكت به، وإن مرَّ فلن
تستطيع إمساكه مرة أخرى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق