الثلاثاء، 17 يونيو 2014

أحزاب المعارضة ضد الثورة والبعثيون أكثر من شارك فيها

إلى الذين يصطادون في الماء العكر
ويخلطون الرز بالبصل
الثورة السورية هي ثورة البعثيين قبل غيرهم
وأحزاب المعارضة كلها ما زالت في حضن النظام، وقيادتهم هي هيئة التنسيق والمصالحات مع النظام.
أستثني من الطرفين أشخاصاً قلوا أو كثروا... ولكن الحقيقة التي يجب أن يدركها الجميع أن الثورة هي ثورة سوريون معظمهم ينتمون إلى البعث، وطالبوا أول ما طالبوا بسقوط حزب البعث. وهذه المناداة بسقوط أو إسقاط البعث أغرت طيور الظلام للمناداة بإقصاء البعثيين، وحرمانهم من الحياة.... وصارت ترتفع هذا الأصوات في الأيام الأخيرة بطريقة فجة، تمييز فيها بين الطيخ والبطيخ، ولا بين الخمسة والطمسة...
لا يميز هؤلاء الصيادون في الماء العكر بين أن من يحكم سوريا هم فئة لا حزب، وبين حزب مستخدم واجهة للسلطة لا حول له ولا قوة. حزب البعث منذ ثورة البعث في 1963 في سوريا لا وجود له في الحياة السياسية وما هو إلا واجهة. مثله مثل غيره من الأحزاب في معظم الدول العربية التي لا قيمة لها ولا لأعضائها، القيمة فقط للقائد وحاشيته من رجال السلطة.
لقد كان البعثيون يدركون هذه الحقيقة ويعيشونها، وكلنا يعلم كيف أن الكثيريين لا يجدون أنفسهم إلا وهم يدعون للاجتماعات البعثية بعدما صاروا أعضاء فيه من دون أن يطلبوا. ولذلك كان البعثيون أول من نهض للثورة.
كان البعثيون أول من شارك في الثورة وأكثر من شارك فيها، وهم أنفسهم الذين صاروا إسلاميين. أما الأحزاب الأخرى المعارضة فمعظمها ما زالت قلباً وقالباً، جملة وتفصيلاً، مع النظام وضد الثورة. وبعضها بالكاد تجد عضواً منها مناصراً للثورة وليس مناصراً للنظام. وبفلسفة الانتهازية وجدوها فرصة لروكوب الثورة واستثمارها على اعتبار أن الثورة على النظام البعثي، ومن ثم يجب إقصاء الجميع، ومحاسبتهم...
هذا الكلام من صلب الواقع السوري، والواقع والحقائق هي التي تثبته. انظروا في الشهداء كم نسبة البعثيين منهم وكم نسبة أحزاب المعارضة كلها؟ انظروا في المعتقلين بسبب الثورة كم نسبة البعثيين منهم وكم نسبة كل أحزاب المعارضة؟ انظروا إلى المفصولين منهم من عملهم وكم نسبة البعثيين منهم وكم نسبة أحزاب المعارضة الأخرى؟ انظروا إلى المشردين خارج سوريا وداخلها وكم نسبة البعثيين منهم وكم نسبة الأحزاب الأخرى؟؟؟؟
أتحدث عن نسب لا عن أعداد لأن الأعداد قطعاً أكبر من أن تقارن.
كفاكم هذاياناً
هذا ليس دفاعاً عن البعث، ولكنه دفاع عن الحقيقة التي لا يجوز السكوت عليها، دفاع عن ملايين البعثيين الذين حملوا الثورة على أكتافهم ودمائهم وجاء من ينتهز المعطيات الملتبسة ليجني ثمار تضحياتهم...
ربما هؤلاء البعثيون أنفسهم طلقوا الحزب، ولكن طلاقهم له لا يعني السماح بالصيد في الماء العكر واستثمار تضحياتهم ودمائهم من أناس ربما حتى الآن لم يشاركوا في الثورة، وقيادتهم في أحضان النظام .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق