الجمعة، 7 نوفمبر 2014

المسلمون فقط دون خلق الله هم الظلاميون!!!



من هم الظلاميون؟
منذ وعيت على الدنيا وإلى اليوم لم أجد أحداً أو فريقاً يوصف بالظلاميَّة إلا المسلم الذي يدافع عن الإسلام. وعندما أقول الإسلام فأنا أعني السُّنة، السُّنة ليست طائفة، السنة ليست مذهباً، السنة هي الإسلام، هي الأمة الإسلاميَّة.
حَتَّى غير المسلم مهما كان دينه أو لا دينه إن دافع عن الإسلام فهو موضوعي وعقلاني وعلمي وراقي وحباب ومحترم. فقط المسلم الذي يدافع عن الإسلام هو الظلامي.
ومن طريف التَّناقضات هنا أن المسلم وغير المسلم من أي دين أو لا دين إذا هاجم الإسلام بأيِّ طريقةٍ من الطرق فهو يمارس حريته، وهو شجاع، وهو موضوعي، وهو نبراس الوعي والنضج... هو كذۤلكَ مهما كانت طريقة الهجوم؛ مؤدبة، غير مؤدبة، فيها إساءة، فيها تشويه، فيها تحريف، فيها تخريف... لا يهم، المهم أنت تحوز أوسمة الشجاعة والبطولة والنبل وتعتلي المحافل الدولية ويفرش لك السجاد الأحمر عندما تهاجم الإسلام.
المفارقة المضحكة المبكية هنا هي أنَّ غير المسلم من أي دين أو لا دين إن دافع عن الإسلام فهو بطل ونبيل وعلمي وعقلاني... وإذا هاجم الإسلام فهو أيضاً بطل ونبيل وعلميٌّ وعقلانيٌّ... أما المسلم فهو بطل ونبيل وعلمي وعقلاني... فقط إذا هاجم الإسلام أما إذا دافع المسلم عن الإسلام فهو ظلامي.
في المقابل، المسيحية قبل الإسلام، وعدد المسيحيين أكثر من عدد المسلمين، وهناك مسيحيون يدافعون عن المسيحية بشدة، وبتعصب، وبتطرف، ومع ذۤلكَ لم أجد عبر عشرات السنين من يصف هؤلاء بالظلاميين!!!
اليهودية قبل المسيحية وقبل الإسلام، وبالقياس اليهودية أقلية في ميزان الأكثريات الدينية والعرقية. وفيها متطرفون يفوقون تطرف المسلمين والمسيحيين، ومع ذۤلكَ لم أجد أبداً عبر ما مضى من عشرات السنين من يصفهم بالظلاميين!!!
الهندوسية، والبوذية المنبثقة عنها اللتان تسبقان هٰذه الأديان الثلاث بمئات السنين، وعدد معتنقيها يساوي كلاًّ من الديانتين على حدةٍ، وهي بمنزلة الديانة الوثنية مقارنة مع الأديان السماوية، فيها من المتطرفين أيضاً ما لا يقل عن تطرف المسلمين واليهود والمسيحيين. ومع ذۤلكَ لا يوجد أي إشارة أو كلام أو تصريح أو تلميح إلى ظلامية هندوسية أو بوذية!!!
 حسناً، حَتَّى في العقائد الإلحادية بمختلف أنواعها يوجد متطرفين يفوقون بتطرفهم تطرف مترفي الأديان السماوية والوضعية والوثنية... والعقائد الوثنية فيها كذۤلكَ متطرفون... ومع ذۤلكَ لم نجد أبداً من تحدث في يوم من الأيام عن الظلامية الشيوعية أو غيرها!!
لماذا المسلمون حصراً هم الظلاميون؟
إذا كان الموضوع موضوع تطرف فقد وجدنا أن الجميع على الأقل متطرفون مثل المتطرفين المسلمين، فلماذا المسلمون وحدهم ظلاميون، والآخرون يمارسون حريتهم، وليسوا ظلاميين؟
سيقول قائل: رُبَّما لأنَّ المسلمين ينادون أو يريدون العودة إلى زمن الرسول أو يريدون تطبيق الشريعة الإسلامية!!! عجباً، وهل المتطرفون في الأديان الأخرى ينادون بخلاف ذۤلكَ؟ الأولى إذن أن منتسبي الأديان الأخرى هم من يجب أن يوصفوا بالظلاميين لأن الإسلام أحدث هٰذه الأديان، أولئك يغرقون أكثر في الماضي! هٰذا مع تذكُّر أن الاتهام يوجه لكل مسلم ملتزم، وليس فقط للمتطرف المسلم، فيما نحن نتحدث عن متطرفي الأديان الأخرى لا عن الملتزمين دينيًّا فيها.
إذن لماذا المسلمون حصراً هم الظلاميون؟
أرجو أن لا نخلط بَيْنَ الظلامية والإرهاب، تهمة الإرهاب ناقشناها في مقال آخر ضمن سياق هٰذا العنوان ذاته. فالإرهاب مرتبط بالوحشية والدموية وقد بيَّنا في المقال خاص بالموضوع ما بيناه. الظلامية تهمة تنصب على العقلية. ونحاول أن نعرف لماذا عقلية المسلم إلا التزم بدينه كانت ظلامية، بينما عقلية أي ملتزم بدينه من الأديان الأخرى لا تكون ظلامية!! لماذا فقط المسلم إذا دافع عن دينه يكون ظلاميًّا، ولا يكون غير المسلم ظلاميًّا إذا دافع عن دينه؟!
مثل الإرهاب كلمة بلا معنى محدد، وتهمة محددة الهدف، كذۤلكَ الظلامية، لا نعرف ما المقصود منها، لأننا على ضوء كل ما تحمله من معاني نجد أن الظلامية تنطبق على كل ما هو غير إسلامي أكثر مما تنطبق على الإسلامي فلماذا يسير الجميع عكس المنطق؟ ويزداد الأمر تعقيداً عندما نعلم أن الاتهام مقرون بالإسلامي تحديداً وليس بالاجتماعي، أي ليس بعقلية الشخص الاجتماعية. فلا يتهم السلوك بالظلامية إذا لم يكن مقترناً بالدفاع عن الإسلام أو المناداة به.
الظلامية تكريس الجهل وتكريس التخلف ومحاربة العلم... هل يمكن أن تتضمن غير ذۤلكَ؟ حسناً، قارنوا بَيْنَ الإسلام وكل الأديان. أيها أكثر احترماً للعلم ودعوة للعلم وحضاً على العلم ومحاربة الجهل والتخلف، أيها أكثر حضاً على التفكير، أيها أكثر حضاً على عدم الاتباع الأعمى...؟؟؟ قطعاً، الإسلام على رأس الأديان التي تحترم العلم والعلماء، أكثرها دعوة وسعياً إلى التفكير وإعمال العقل ومحاربة البدع والخرفات والأساطير والجهل والتخلف... هٰذه حقيقة باتت فوق أي شكٍّ. فكيف يوصف من يدافع عن هٰذا الدين بالظلامية؟
سيقول بعض: إن الإسلام، أو الأديان كلها، تضع قيود على العلم والحرية... حسناً، الأديان كلها متساوية في ذۤلكَ، فلماذا توجه تهمة الظلامية إلى الإسلام تحديداً دون الأديان كلها؟!
لن يبق السُّؤال معلقاً من دون جواب. كل لديه جوابه. ولٰكن لكلٍّ الأرضيَّة الخاصة به التي يقف عليها. الأرضيات مختلفة. لا يمكن لذۤلك التفاهم. الحوار بَيْنَ أرضيتين متخالفتين يشبه مسار مستقيمين شماليين؛ لا يلتقيان ولا يتوازيان ولا يتقاطعان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق