الأحد، 20 أبريل 2014

اكتشاف غير جديد

منذ زمن غير قريب وصلت إلىٰ قناعة بأنَّ أكثر من ثلاثة أرباع الشَّعب في أيِّ دولةٍ عربيَّة هم مخابرات عند الأنظمة وعزمت علىٰ كتابة رواية في ذۤلكَ بدأتها منذ نحو عشرين سنة ولم أكملها.
يبدو أنِّي لم أكن مخطئاً في هٰذه القناعة فما حدث في الجزائر وفي مصر وسوريا واليمن... يؤكِّد هٰذه الحقيقة، وليست الدُّول العربيَّة الأُخْرَىٰ أقلَّ نسبةً علىٰ الإطلاق ولا أحسن حالاً.
أقلُّ من ربع عدد سكان أيِّ دولةٍ عربيَّة هو الشَّعب، هو الشَّعب الذي يعمل مثل الحمير لتأمين رواتب ثلاثة أرباع عدد السُّكان من المخبرين عليهم والمتربصين بهم.
عندما أقول ثلاثة أرباع الشعب مخابرات فأنا أعني ذۤلكَ تماماً، ولا أبالغ في النسبة. الغالبية العظمى من هۤؤلاء بعمل رسمي ومهمات رسمية محددة، ورواتب من أجهزة الدولة علىٰ هٰذا العمل. ولٰكنَّ المشكلة الحقيقة التي يجب أن ندركها جيِّداً ليست في أنَّ ثلاثة أرباع الشعب مخابرات، فرُبَّما يوجد من يوجد تخريجة لذۤلك تجعل الوطن والشعب عظماء الولاء والانتماء للوطن. المشكلة هي أنَّ عملهم ليس حماية أمن الوطن من الأعداء أو الأغراب أو المعتدين علىٰ الإطلاق، وإنَّمَا مهمتهم التَّجسس علىٰ المواطنين وعلىٰ بعضهم بعضاً، أي مهمتهم حماية الأنظمة من شعوبها.
الحقيقة الأساسية ورُبَّما الوحيدة التي تنتج عن هٰذه الحقيقة هي أنَّ أنظمة الاستبداد لا ترى لها عدوًّا غير شعوبها. في نظر أنظمة الاستبداد لا يوجد أعداء خارجيين لهم، لا أحد يريد أن يهددهم أو يزعجهم أو يعتدي عليهم. إنهم يخافون فقط من شعوبهم، ويرون شعوبهم فقط هي العدو. ولذۤلك لا عمل لأجهزة الأمن والجيش سوى محاصرة الشعب وتتبعه علىٰ الحرف، وإحصاء أنفاسه عليه.
كيف تنهض أمة هٰذه قيادتها؟
لا يمكن ذۤلكَ أبداً, والعالم العربي كله من هٰذه الطبيعة، فلا أمل إذن في الأمَّة العربيَّة. لا تنتظروا لأنَّكم ستضيعون العمر انتظاراً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق