الخميس، 11 سبتمبر 2014

حكاية حقيقية لا تصدقوها



أحد الرؤساء الأمريكيين في يوم من الأيام، دخل إليه مدير مكتبه مبهوتا وقال له:
سيدي الرئيس، اتصلوا من المطار وقالوا إن الأمير/الملك ـ العربي طبعاً، في السماء وعلى وشك الوصول... فماذا نفعل؟
بهت الرئيس الأمريك، وأسقط في يده ولم يعرف ماذا يفعل. قال لمدير مكتبه بأنه لم يحضر إلى هنا بتوافق مسبق لن أذهب إلى المطار لاستقباله. ولكن حضروا لي ملفات العمل والنقاش المتوقعة... يجب أن أعرف كيف أناقشه وكيف أرد عليه...
تشاور المستشارون في استنفارهم، ووصلوا إلى أن الملك/ الأمير عربي، وقضية العرب المركزية هي فلسطين، والأكيد أنه آت للضغط علينا من أجل تعديل مواقفنا من إسرائيل... وأشياء من هذا القبيل.
وقعد الرئيس الأمريكي يقرأ ويدرس ويراجع مثل الطالب الذي عنده امتحان في اليوم التالي.
وفي اليوم التالي التقى الرئيس الأمريكي بالملك/ الأمير متوتراً، يردد في قلبه الجمل والإجابات التي يمكن أن يتعرض لها. ولكنه بهت عندما بدأ الملك/ الأمير يتوسله أن يتعهد بحمايته فيما لو اعتدت عليه دولة عربية أخرى.
ضحك الرئيس الأمريكي ضحكة هستيرية في قلبه وسجل في سجل البيت الأبيض مذكرته هذه.
ومنذ ذلك الحين أعاد البيت الأبيض رسم استراتجيته مع المنطقة العربية كلها.
تذكرت هذه القصة وأنا أتابع مخاوف القادة العرب من عدم التزام الولايات المتحدة بالقضاء على الدولة الإسلامية... الدولة الإسلامية هي التي تهدد عروش الحكام العرب... وها هي أمريكا تفي بالتزاماتها بحماية عروش الحكام العرب.
ما يحدث لا يصدق.
قادة العرب يتكلمون باسم العرب، ويعبرون عن مشاعر العرب، ويعبرون عن رغبات العرب، ويعبرون عن آمال العرب... والعرب في غالبيتهم لا يعلمون شيئاً من ذۤلكَ وهم منه براء. ولٰكنَّ العرب يسمعون ويشاهدون ويسكتون. إذن العرب راضون راضون راضون. راضون على رغم أن قادة العرب يعبرون عما يريدون هم وهم فقط وينفذون ما يريدون هم فقط هم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق