الاثنين، 3 مارس 2014

جبان وجرذان



واحد جبان
بل غير شجاع
كان يسير بأمان الله وسلمية في البرية
وفجأة وثب أمامه ضبع أو كلب أو أسد...
لم يدر ما هو لأنه من جبنه لم يعد يميز بَيْنَ الإبرة والوتد
فهرع يركض أمامه
والوحش يركض وراءه
أحس بأنه انتهى
ويريد أي شيء يحتمي به
كانت أمامه بئر
أمسك بالحبل وتدلى إلى الأسفل
ظل الوحش يزأر فوقه
وظل هو ينزل
وإذا بثعبان أقرع أو أصلع
أو ما يشب ذلك مما رأسه يلمع
وقف شعر رأسه خوفاً
وقلبه صار هلعاً يتقطع
لا هو قادر على النزول
ولا هو قادر على الصعود
ولا يداه تقويان على استمرار التعلق بالحبل
ماذا يفعل ماذا يفعل؟
سمع زقزقة في العتمة
حدق يمينا وشمالا وإلى الأدنى والأعلى
رأى في الأعلى بضع جرذان أخذت بالحبل قضما
انتفض وخبط ورفس وهز الحبل
لتسقط الجرذان أو توقف القضما
وراح يخبط بأطراف البئر
لتترك الجرذان له الحبل
ولكنها لم تأبه له ولم توقف القضمَ
أدمى محيط البئر جسمه وأدمى
لكنه أحس بعود على الجدار
قد يكون للوذ به أهلا
شد جسمه إليه وأمسكه بشده
وإذا به باب خلية للنحل
هاجت عليه
وأخذت بجسمه بوجهه ويديه لسعا
إن ترك الحبل تلقفه الثعبان
وإن سارع إلى الأعلى كان الوحش بالانتظار
فما العمل؟
فلتحمل لسع النحل
ولتصارع الجرذان أيها الجبان
الكبار يصارعون الكبار
والصغار يصارعون الجرذان
هذه حكايتك أيتها الإنسان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق