الأحد، 22 فبراير 2015

14 سببا لكي لا تحلم أن تصير كاتباً

استوقف أحدهم الأديب الإنجليزي الساخر جورج برنارد شو وقال له مبتهجاً بأولاده:
ـ سيد شو، لدي سبعة أولاد، كلهم يريدون أن يصيروا كتاب وفنانين إلا واد يريد أن يصير نجاراً

فقال برنارد شو: هذا ليس عدلاً، أيعقل أن يتكلف واحد فقط بالإنفاق على أخوته الستة.
بعد عشرات السنين نشرت ديلي تلغراف البريطانية مقالاً للكاتب تشاز نيوكي بيردن، يسخر فيه من مهنة الكتابة، بعد أن أعرب 60% من البريطانيين عن رغبتهم في امتهانها. هذه النسبة في بريطانيا، أرجو أن الانتباه إلى ذلك، في عالمنا العربي لا يمكن أن تقل هذه النسبة بحال من الأحوال، ولا مبالغة إلا توقعنا أن تزيد نسبة الحالمين بأن يصبحوا كتابا أكثر من تسعين بالمئة في عالمنا العربي، وخاصَّة مع الثورة الفيسبوكية ومملحقاته من مواقع التواصل الاجتماعي.

وانتهت دراسة مسحية أجرتها "a YouGov poll"، إلى أن البريطانيين يفضلون مهنة الكتابة عن أي مهنة أخرى، فمن بين 15 ألف شخص شاركوا في الاستبيان، قال 60% إن المهنة التي يحلمون بها "الكتابة".

في المقابل أوضح 31% إنهم يريدون أن يكونوا نجوماً في هوليود، وبينما اختار41% مهنة مهندس الديكور، و29% مهنة الطاهي.

وقال بيردن: "أنا كاتب متفرغ للكتابة منذ 9 سنوات، لي عشرات الكتب عن الرياضة، والمشاهير، والسياسة، والكلاب، واسمحوا لي أن أقولها لكم، هذه المهنة لا تبدو لي دائماً مهنة الأحلام، وسأوضح لكم الأسباب".

1 ـ النقود ليست كما تتخيلون
أنت حينما تحلم بأن تصبح كاتباً، قد تتخيل مقدمات تعاقد بالملايين يمنحها كبار الناشرين. ولكن ما الذي يحصل عليه الكاتب في المتوسط؟. ذكرت "جمعية المؤلفين للترخيص والتحصيل" أن المتوسط السنوي لدخل الكاتب المحترف في 2013، بلغ مجرد 11 ألف جنيه استرليني، وهو أدنى بخمسة آلاف من مستوى الدخل الذي اعتبرته مؤسسة جوزيف راونتري حداً أدنى لمستوى المعيشة المقبول اجتماعياً.

2 ـ العزلة والمقاطعة
قال مارتن أميس: "لكي تكون كاتباً فلا بد أن تحظى بشهية هائلة للعزلة، فكم منا يشتهي ذلك بالفعل؟ أنا شخصياً، شأن كثير من الكتاب، أجد أنني أمقت العزلة، لكنني أكون مستعداً للنهش كأي كلب صيد لحظة أن أرى من يتجاسر على مقاطعة عزلتي".

3 ـ إرضاؤك مستحيل
إذا لم تجد كتبك في متجر، تستاء لعدم عرضها، وإذا رأيت كتابك في متجر، تستاء لأنهم لا يغيرون مكان عرضه، وحتى حينما وصلت السيرة التي كتبتها لسيمون كاول إلى المرتبة الثانية في المبيعات لدى دبليو إتش سميث فوضعوا أكواماً ضخمة من الكتاب في واجهاتهم، وقفت أفكر "ألا يخفي الملصق اسمي؟ ولماذا لم يصل الكتاب إلى المرتبة الأولى؟".

4 ـ يضايقك الناس بأفكارهم
"أهلا تشاس، ألا تتذكرني؟ التقينا لمدة دقيقتين في حفلة الصيف الماضي، الأمر أنني كتبت ما يشبه رواية سيرة عن كلبتي جيسي، التي لا تلقى إلا التجاهل من هذا العالم القاسي الغيور، لكنها تسافر لمدة سنة فيتغير كل شيء، هي أقرب إلى رواية للأطفال، ولكنني أعتقد أنها ستجتذب القراء من جميع الأعمار، صدقني، طوال السنوات الثماني الماضية كنت أحاول نشرها، ولا فائدة، عموماً، رأيت أن أرفق لك المخطوطة مع هذه الرسالة، فهل يمكن أن تساعدني في العثور على وطن لجيسي؟ مع أطيب تمنياتي، جيسي".

5 ـ الناس جميعا كتّاب في هذه الأيام
إذا كان عمرك أكثر من 35 عاماً، فقد نشأت في زمن كان فيه صناع الكلام مخلوقات نادرة، ولهم رهبة، لكن بفضل الكتب الإلكترونية، والمدونات، والنشر الذاتي، بات الجميع "كتّاباً" الآن.

قد تظن أنك محترف، ولكنك ستنتهي قابعاً وسط كتاب هواة غير متفرغين للكتابة، بما يعني أنه سيكون منتظراً منك أن تعمل بالمجان "ليظهر اسمك".

6 ـ لا "فريق" بل "أنا"
أنت، ككاتب، وحدك، معنى هذا أنه ما من زملاء تعهد إليهم ببعض العمل، وما من أحد لتضع الدلو على كتفه.

7 ـ النقد
سواء كان المقال لاذعاً، أم متملقاً، أم فاتراً، ستنتهي مقتنعاً بأن الناقد لم يقرأ كتابك جيداً، أسرتك، وأصحابك، وكلبك، كلهم سيتعلمون الإنصات إليك وأنت تحكي وتحكي في هذا الأمر، ولكنك ستكون محظوظاً إن قيل في كتابك أي شيء، فجميع الكتب تقريباً تتعرض للتجاهل.

8 ـ كلام الناس 
عندما تقابل الناس ويكتشفون أنك كاتب، تواجه نطاقاً معتاداً من التعليقات والأسئلة المثيرة للضيق، سيسخر الناس من مهنتك: "أليست هذه هواية؟ وما مهنتك الحقيقية؟"، سيحاولون الانتقاص منك: "ولك شيء من أكثر الكتب مبيعاً أم ليس بعد؟"، فإن كان لديك، مثلي، شيء من ذلك، فسيرفعون السقف: "جائزة بوكر، حصلت عليها أم ليس بعد؟".

9 ـ سيكون التعايش مع الضرائب
حضراتكم يا أصحاب الوظائف المكتبية المريحة لا تعرفون كم نعاني نحن الكتاب مع قسيمة الراتب الشهرية، بكل الخصومات الضريبية والتأمينية المقتطعة. ومثلما يقول لي محاسبي، وملاكي الحارس، فالكتّاب بين جميع عملاء مكتبه هم أقل الناس قدرة على إدارة شؤونهم.

10 ـ الصفر الرهيب
ليس لديك أيضاً دخل أو راتب تقاعد ثابت، ولا تعرف إن كانت حصة العائدات القادمة ستحمل أخباراً سعيدة ينتعش بها حسابك في البنك وقدرتك على الإبداع، أم هو الصفر الرهيب يشهر في وجهك إصبعه.

11 ـ حقيقة إطلاق الكتب
تتصور أن إطلاق كتابك سوف يكون في حفل مليء بالنجوم، وأنت قادم وسط التصفيق الحار وبريق الكاميرات، الحقيقة أنه ما من حفلات إطلاق لأغلب الكتب، أما عن حفلات التوقيع في متاجر الكتب، فلا زلت أتذكر مدير فرع ووترستونز في الحي الذي أقيم فيه، وهو يقترب مني ويرجوني أن أشتري نسخة من كتاب لمؤلفة مغمورة كانت تقيم حفل توقيع ولم يحضر أحد، والوضع مثير للحرج إنها جالسة هناك منذ ساعة، ولم يقل لها أحد صباح الخير حتى الآن.

12 ـ لن يكون كتابك المناسب
إذا كنت تؤلف كتباً غير أدبية، فستجد من يسألك لماذا لا تؤلف "الكتاب المناسب"، أي الرواية، وإذا كنت تكتب الأدب، فسيسألك شخص لماذا لا تؤلف "الكتاب المناسب"، أي الكتاب الأكاديمي أو التاريخي.

13 ـ أنت بالداخل ... وبالخارج مع ذلك
أنت، في وقت واحد، في مركز مسيرتك المهنية، وناظر إليها من الخارج، تكتب ما تريد كتابته، واسمك هو المطبوع على غلاف كتابك، ويضيف ناشرك صورة لك وأنت واضعاُ يدك على ذقنك وتبدو في منتهى الأهمية، ولكنك بالقدر نفسه خارج كل هذا، لا تحضر اجتماعات التسويق أو المبيعات، وأهم القرارات بعيدة عن أي مشاركة منك.

14 ـ قد يصيبك الجنون أو الموت
إنهاء كتاب ليس بالأمر السهل دائماً، فقد حدث لصديقة روائية أن اقتنعت أنها بطلة قصة الأشباح التي كانت تكتبها وأصيبت بانهيار عصبي، والكاتب الفرنسي هنري دي بلزاك كان يحتاج إلى مستويات غير إنسانية من الكافيين لإنهاء كتابته، كان يتجرع خمسين فنجان من القهوة كلَّ يوم وفي النهاية مات بتسمم الكافيين وهو في الحادية والخمسين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق