من هٰذا الباب
المخلوع دخل اللصوص والكلاب والخونة والعملاء وخربوا الدنيا وقلبوا الموازين.
كثيرون يوجهون أصابع اللوم والاتهام إلىٰ الخونة والعملاء واللصوص والحق أنَّ
اللوم يجب أن يوجه إلىٰ من ترك بابه مخلوعاً ليدخل منه من هبَّ ودب، المشكلة فيمن
ترك بابه مخلوعاً.
صحيح أنَّ
اللصوص والكلاب والخونة والمتسلقون والعملاء سيحاولون الدخول، ولن يتوقفوا عن
المحاولة، ولٰكن أن يجدوا الباب مفتوحاً فهذا دعوة صريحة لهم للدخول والعيث فساداً
وتخريباً وتدميراً. معادلة لا تنتظر الكثير من الجهد لتمَّ فهمها.
ومع ذۤلكَ كلِّه، وحَتَّىٰ بعد تحصين الباب لا ينبغي أن ننسى بداهة
الأزمات التي تقول: إذا دخلت حرباً وعك عشر رصاصات فاجعل تسع للخونة وواحدة للعدو.
أي إن التحصين لا يعني الطمأنئنة والاستكانة والسير مغمض العينين. يجب دائماً وضع
الحد اللازم والمناسب للخونة والعملاء.
في الثَّورة السورية، في أي ثورة، عندما يتمُّ
تطهير الثَّورة من هۤؤلاء الخونة والعملاء والمرتزقة تنتصر الثَّورة خلال يومين لا
أكثر.
الثَّورة
ستنتصر ولا أدنى شكٍّ في ذۤلكَ، ولٰكن لا يمكن أن تنتصر بكلِّ هٰذه القيادات في
الإئتلاف والمجلس الوطني وقيادات الحر بأنواعها ولا قياداتها الإغاثية... كلهم ما
بَيْنَ لصوص وخونة ومتسلقين (أستثني القلة النادرة). وعندما يتم تطهير الثَّورة من
هۤؤلاء تنتصر الثَّورة خلال يومين لا أكثر، ولا أحسب أن ثَمَّة مبالغة في ذۤلكَ
لأنَّ الويمين إن كانا أسبوعاً فلا تغير في الحكم.
تطهير الثَّورة من اللصوص والخونة والعملاء لا يعني تركهم
يرحلون ويستمتعون بما نهبوه، بل يعني خوزقتهم واستمتاع السُّوريين بمشاهدتهم وهو
يتخوزقون. وعطفاً علىٰ تحديد مفهوم الخيانة فالخيانة بمعناها التقليدي موجودة
بكيمات تجارية في هٰذه القيادات، ومع ذۤلكَ فالخيانة كما يقول الحكماء ليست خصراً
بمن باع نفسه للأعداء، يكفي أن يكون المرء غبيًّا حَتَّىٰ يكون خائناً. الغباء لا
يدان بحد ذاته ولٰكنَّ ما يدان أن يكون المرء غبيًّا ويتنطع لما هو ليس أهلاً له،
ويتفهمن فيما لا يفهم. هنا المقتل. وفي تتمة السياق، اللص بالمطلق خائن إذا سرق
مما أوتمن عليه، وفي ظل ظروف الثَّورة فاللص خائن بالتأكيد لا يختلف عمن باع نفسه
ووطنه للأعداء ولا يقل خطورة عنه أبداً... فكيف إذا سرق مما أوتمن عليه من أرزاق الثَّورة
والناس والشُّهداء والمشردين؟!؟!
حسناً، وأعيد وأكرر إنَّ فضح هۤؤلاء ومحاسبتهم ضرورة لا معدى
عنها ولا بديل، ولا يمكن أن تسير قافة الثَّورة علىٰ الطريق الصحيح ما لم يتم ليس
فقط فضحهم بل ومحاسبتهم. وأكرر أيضاً أننا عندما كنا قبل أعوام ثلاث ننادي بفضح
اللصوص ومحاسبتهم قبل أن يستفحل أمرهم كان يتنطع الكثيرون للقول: لسنا بحاجة
للفتنة وشق الصف الآن... واليوم عند فضحهم يعود أولئك أنفسهم للدفاع عن اللصوص: لا
يدافع عن اللص إلا لص مثله أو شريك أو متنفع من اللصوصية. من غير المعقول فهم دفاع
عن لص أو مجرم أو خائن حَتَّىٰ ولو كان من أهله. الثَّورات يتبرأ الأب من ابنه إذا
سرق أو غدر أو خان وأحياناً إذا قصر وما من واحد منا إلا ويعرف نماذج لآباء تبرؤوا
من ابناء لهم لتقصير أو خيانتهم الثَّورة.
النماذج كثيرة لمن يسأل عن الأسماء. أقول بجرأة ومسؤولية أكثر
من خمس وتسعين بالمئة من قيادات الثَّورية السياسية والعسكرية والإغاثية وغيرها
يتوزعون ما بَيْنَ لصوص وخونة وعملاء ومتسلقين وبعضهم يجمع بَيْنَ صفتين أو أكثر.
فلا تسألوا عن الأسماء. ومع ذۤلكَ سأقف عند أنموذجين من الإئتلاف، ورئيس الحكومة.
طالعتنا مواقع
عديدة علىٰ خبر يقول: رئيس بلدية برلين/ ألمانيا يبلغ وزير الخارجية الألماني
اعتذاره عن رفض ٢٦ طلب لجوء/ إقامة في ألمانيا لرئيس الحكومة المؤقتة السورية
وعائلته وأقاربه، مبرراً رفضه بالقول: «لا
يشرّفني استضافة هٰذا الشخص الذي يرأس حكومة شعبه الثائر ويرى ما حصل في بلاده ولا
يفكّر إلا في نفسه». ويقال إنَّ وزير الخارجية اضطر للالتماس
لدى رئيس بلدية أخرى لقبوله.
يا رئيس الحكومة
الانتقالية: إذا كنت تريد اللجوء إلى ألمانيا فأنت لا أمل لك بالنصر ولا إيمان لك
بقضيتك فكيف تقبل علىٰ نفسك أن تبقى في هٰذا المنصب لولا أنك لص ووصولي وانتهازي
ومتسلق وخائن ولا يجوز أن تؤتمن على أي شيء؟؟؟؟
رُبَّما يعترض
معترض بكذب الخبر. جميل. ولم لا؟ المطلوب من رئيس الحكومة السيد أحمد طعمة أن يصدر
بياناً يكذب فيه الخبر. ولا أحسبه يفعل.
بالمناسبة،
هناك أخبار قد لا تكون صحيحةً شكلاً ولۤكنَّهَا صحيحة مضموناً، صحيحة في المبدأ.
الأنموذج
الثاني هو الفضيحة التي تداولتها منذ أشهر كثير من وسائل الإعلام ومواقع التواصل
الاجتماعي. وأعادت نشرها صحيفة الديار اللبنانية أمس 21/8/2015م تحت عنوان: فضيحة
مدوية تعلنها المعارضة السورية سهير الأتاسي. صحيح أن جريدة الديار موالية للنظام،
ويمكن أن تفبرك وتكذب ولٰكنَّ هٰذا الكلام حقيقة لا غبار عليها. قد لا يكون الكلام
بالحرف قد قيل أو صدر عن هٰذا أو ذاك ولٰكنَّ مضمونه صحيحٌ ولا ينتظر اعتراف سهير
الأتاسي ولا غيرها. وفيه كلام من غير المعقول أن تقوله سهير الأتاسي عن نفسها. لا
أعيد النص ولٰكن أذكر من خلاله حقائق تكرر ذكرها ونشرهاً مراراً منذ سنتين تقريباً
علىٰ الأقل، منذ سنتين يتكرر نشر مثل هٰذه المعلومات:
ـ برهان غليون
رئيس الإئتلاف لم يترشح لرئاسة الإئتلاف لأنه لم يستطع
منع أعضاء الإئتلاف الوطني السوري المعارض من سرقة الأموال التي جاءت بعشرات
ملايين الدولارات لا بل أكثر من ذۤلكَ بمئات ملايين الدولارات من أوروبا والسعودية
وقطر والإمارات.
ـ كل أعضاء
الإئتلاف أخذوا أموالاً من الدول الأوروبية والسعودية وقطر والإمارات ولم يصل شيءٌ
منها للتنظيمات المعارضة بداخل سوريا ولا حَتَّىٰ إلىٰ اللاجئين السوريين ولا
المشردين في الداخل.
ـ مئات ملايين
الدولارات إن لم تكن مليارات هي التي وصلت إلىٰ الإئتلاف خاصة والمجلس الوطني
قبله؛ الإئتلاف تنظيماً وأعضاءً، و في أحسن الظنون أهدرت هدراً بغباء التصرف
والفذلكات والرحلات والأسفار والمؤتمرات.
ـ يؤكد هٰذه
الحقيقة أنَّهُ في الشهر الأول الذي توقفت أو قلت فيه رواتب أعضاء الإئتلاف توقف
الأعضاء عن الاجتماع، لأن كل رحلاتهم وإقاماتهم كانت بأبهظ الأثمان وعلىٰ حاسب
دماء الشهداء.
ــ هناك وثائق تثبت ما قام به أعضاء الإئتلاف الوطني المعارض.
ـ لولا هدر مئات ملايين الدولارات في جيوب أعضاء
الإئتلاف المعارض لكانت الثورة انتصرت علىٰ بشار الأسد.
ـ أعضاء الإئتلاف والمجلس الوطني يأخذون شقة كاملة
بدلاً من غرفة وكانوا يدفعون في الليلة الواحدة 3 آلاف دولار.
ـ لم تصل الأموال إلى اللاجئين السوريين ولا إلىٰ
التنظيمات المعارضة.
هٰذا الكلام صحيح بالنص والحرف. بل إن ما يتواتر من
أخبار وتسريبات يفوق هٰذه الحقائق مرات ومرات، ولذۤلك أن تنشرها جريدة موالية
للنظام أو أن ينشرها النظام ذاته لا يقلل من قيمتها ومصداقيتها.
كلام يجعلك في حيرة من أمرك لا تعرف بماذا تعلق
علىٰ مثل هٰذا الكلام في مقال سيقرأه الناس قلوا أم كثروا.
هٰذا الكلام أكثره صحيح بالنص والحرف. بل إن ما
يتواتر من أخبار وتسريبات يفوق هٰذه الحقائق مرات ومرات، ولذۤلك أن تنشرها جريدة
موالية للنظام أو أن ينشرها النظام ذاته لا يقلل من قيمتها ومصداقيتها.
وفي الجانب الآخر من هٰذه الحقائق المؤلمة نجد
أناساً سُلِّموا قيادات للثورة، وهم من الشخصيات المتميزة باسم الثَّورة، يقبضون آلاف
الدولارات علىٰ هٰذه المهمته القيادية،
وتفاجئ بمصادفة سعيدة أنَّهُم يقضون دوامهم الثَّوري كاملاً وهم إما يلعبون لعبة
المزرعة السعيدة، أو الشدة علىٰ اللاب توب، أو متابعة الكاميرة الخفية، أو الأفلام
الحفية... وهيهات تجد منهم من يلعب الشطرنج، لأنَّ الشطرنج تحتاج إلىٰ شيء من
التفكير والذكاء وهم من كليهما براء.
آلاف الأشخاص
كانوا إذا عرضتهم في سوق النخاسة لا يشتريهم أحدهم بخمسين ليرة عندما كانت الخمسين
ليرة أغلى من دولار، صاروا يملكون مئات آلاف الدولارات وملايين الدولارات... كلها
من دماء الشهداء وأنات الجرحى وعذابات المعتقلين والمشردين.
لا يمكن أنت تنتصر الثَّورة في ظل هۤؤلاء الأشخاص، هم أنفسهم لا يريدون
ولا يسمحون أن تنتصر الثَّورة لأنهم مطاردون من هاجس القصاص، إذا انتصرت الثَّورة
لا يمكن أن يبقوا من دون حساب، ولذۤلك لا يريدون أن تنتصر الثَّورة، ولذۤلك تحولوا
شاؤوا أم أبوا إلىٰ جنود للنِّظام علىٰ نحو مباشر صريح أو مبطن لاشعوري.
وللمرة الألف
أكرر: كانت الثَّورة وما زالت وستظلُّ شرفاً ونبلاً وكرامة وعزة. المشكلة في
اللصوص والخونة والعملاء والمرتزقة والمتسلقين الذين ركبوا الثَّورة وشوهوا صورتها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق