الأحد، 22 فبراير 2015

14 سببا لكي لا تحلم أن تصير كاتباً

استوقف أحدهم الأديب الإنجليزي الساخر جورج برنارد شو وقال له مبتهجاً بأولاده:
ـ سيد شو، لدي سبعة أولاد، كلهم يريدون أن يصيروا كتاب وفنانين إلا واد يريد أن يصير نجاراً

فقال برنارد شو: هذا ليس عدلاً، أيعقل أن يتكلف واحد فقط بالإنفاق على أخوته الستة.
بعد عشرات السنين نشرت ديلي تلغراف البريطانية مقالاً للكاتب تشاز نيوكي بيردن، يسخر فيه من مهنة الكتابة، بعد أن أعرب 60% من البريطانيين عن رغبتهم في امتهانها. هذه النسبة في بريطانيا، أرجو أن الانتباه إلى ذلك، في عالمنا العربي لا يمكن أن تقل هذه النسبة بحال من الأحوال، ولا مبالغة إلا توقعنا أن تزيد نسبة الحالمين بأن يصبحوا كتابا أكثر من تسعين بالمئة في عالمنا العربي، وخاصَّة مع الثورة الفيسبوكية ومملحقاته من مواقع التواصل الاجتماعي.

وانتهت دراسة مسحية أجرتها "a YouGov poll"، إلى أن البريطانيين يفضلون مهنة الكتابة عن أي مهنة أخرى، فمن بين 15 ألف شخص شاركوا في الاستبيان، قال 60% إن المهنة التي يحلمون بها "الكتابة".

في المقابل أوضح 31% إنهم يريدون أن يكونوا نجوماً في هوليود، وبينما اختار41% مهنة مهندس الديكور، و29% مهنة الطاهي.

وقال بيردن: "أنا كاتب متفرغ للكتابة منذ 9 سنوات، لي عشرات الكتب عن الرياضة، والمشاهير، والسياسة، والكلاب، واسمحوا لي أن أقولها لكم، هذه المهنة لا تبدو لي دائماً مهنة الأحلام، وسأوضح لكم الأسباب".

1 ـ النقود ليست كما تتخيلون
أنت حينما تحلم بأن تصبح كاتباً، قد تتخيل مقدمات تعاقد بالملايين يمنحها كبار الناشرين. ولكن ما الذي يحصل عليه الكاتب في المتوسط؟. ذكرت "جمعية المؤلفين للترخيص والتحصيل" أن المتوسط السنوي لدخل الكاتب المحترف في 2013، بلغ مجرد 11 ألف جنيه استرليني، وهو أدنى بخمسة آلاف من مستوى الدخل الذي اعتبرته مؤسسة جوزيف راونتري حداً أدنى لمستوى المعيشة المقبول اجتماعياً.

2 ـ العزلة والمقاطعة
قال مارتن أميس: "لكي تكون كاتباً فلا بد أن تحظى بشهية هائلة للعزلة، فكم منا يشتهي ذلك بالفعل؟ أنا شخصياً، شأن كثير من الكتاب، أجد أنني أمقت العزلة، لكنني أكون مستعداً للنهش كأي كلب صيد لحظة أن أرى من يتجاسر على مقاطعة عزلتي".

3 ـ إرضاؤك مستحيل
إذا لم تجد كتبك في متجر، تستاء لعدم عرضها، وإذا رأيت كتابك في متجر، تستاء لأنهم لا يغيرون مكان عرضه، وحتى حينما وصلت السيرة التي كتبتها لسيمون كاول إلى المرتبة الثانية في المبيعات لدى دبليو إتش سميث فوضعوا أكواماً ضخمة من الكتاب في واجهاتهم، وقفت أفكر "ألا يخفي الملصق اسمي؟ ولماذا لم يصل الكتاب إلى المرتبة الأولى؟".

4 ـ يضايقك الناس بأفكارهم
"أهلا تشاس، ألا تتذكرني؟ التقينا لمدة دقيقتين في حفلة الصيف الماضي، الأمر أنني كتبت ما يشبه رواية سيرة عن كلبتي جيسي، التي لا تلقى إلا التجاهل من هذا العالم القاسي الغيور، لكنها تسافر لمدة سنة فيتغير كل شيء، هي أقرب إلى رواية للأطفال، ولكنني أعتقد أنها ستجتذب القراء من جميع الأعمار، صدقني، طوال السنوات الثماني الماضية كنت أحاول نشرها، ولا فائدة، عموماً، رأيت أن أرفق لك المخطوطة مع هذه الرسالة، فهل يمكن أن تساعدني في العثور على وطن لجيسي؟ مع أطيب تمنياتي، جيسي".

5 ـ الناس جميعا كتّاب في هذه الأيام
إذا كان عمرك أكثر من 35 عاماً، فقد نشأت في زمن كان فيه صناع الكلام مخلوقات نادرة، ولهم رهبة، لكن بفضل الكتب الإلكترونية، والمدونات، والنشر الذاتي، بات الجميع "كتّاباً" الآن.

قد تظن أنك محترف، ولكنك ستنتهي قابعاً وسط كتاب هواة غير متفرغين للكتابة، بما يعني أنه سيكون منتظراً منك أن تعمل بالمجان "ليظهر اسمك".

6 ـ لا "فريق" بل "أنا"
أنت، ككاتب، وحدك، معنى هذا أنه ما من زملاء تعهد إليهم ببعض العمل، وما من أحد لتضع الدلو على كتفه.

7 ـ النقد
سواء كان المقال لاذعاً، أم متملقاً، أم فاتراً، ستنتهي مقتنعاً بأن الناقد لم يقرأ كتابك جيداً، أسرتك، وأصحابك، وكلبك، كلهم سيتعلمون الإنصات إليك وأنت تحكي وتحكي في هذا الأمر، ولكنك ستكون محظوظاً إن قيل في كتابك أي شيء، فجميع الكتب تقريباً تتعرض للتجاهل.

8 ـ كلام الناس 
عندما تقابل الناس ويكتشفون أنك كاتب، تواجه نطاقاً معتاداً من التعليقات والأسئلة المثيرة للضيق، سيسخر الناس من مهنتك: "أليست هذه هواية؟ وما مهنتك الحقيقية؟"، سيحاولون الانتقاص منك: "ولك شيء من أكثر الكتب مبيعاً أم ليس بعد؟"، فإن كان لديك، مثلي، شيء من ذلك، فسيرفعون السقف: "جائزة بوكر، حصلت عليها أم ليس بعد؟".

9 ـ سيكون التعايش مع الضرائب
حضراتكم يا أصحاب الوظائف المكتبية المريحة لا تعرفون كم نعاني نحن الكتاب مع قسيمة الراتب الشهرية، بكل الخصومات الضريبية والتأمينية المقتطعة. ومثلما يقول لي محاسبي، وملاكي الحارس، فالكتّاب بين جميع عملاء مكتبه هم أقل الناس قدرة على إدارة شؤونهم.

10 ـ الصفر الرهيب
ليس لديك أيضاً دخل أو راتب تقاعد ثابت، ولا تعرف إن كانت حصة العائدات القادمة ستحمل أخباراً سعيدة ينتعش بها حسابك في البنك وقدرتك على الإبداع، أم هو الصفر الرهيب يشهر في وجهك إصبعه.

11 ـ حقيقة إطلاق الكتب
تتصور أن إطلاق كتابك سوف يكون في حفل مليء بالنجوم، وأنت قادم وسط التصفيق الحار وبريق الكاميرات، الحقيقة أنه ما من حفلات إطلاق لأغلب الكتب، أما عن حفلات التوقيع في متاجر الكتب، فلا زلت أتذكر مدير فرع ووترستونز في الحي الذي أقيم فيه، وهو يقترب مني ويرجوني أن أشتري نسخة من كتاب لمؤلفة مغمورة كانت تقيم حفل توقيع ولم يحضر أحد، والوضع مثير للحرج إنها جالسة هناك منذ ساعة، ولم يقل لها أحد صباح الخير حتى الآن.

12 ـ لن يكون كتابك المناسب
إذا كنت تؤلف كتباً غير أدبية، فستجد من يسألك لماذا لا تؤلف "الكتاب المناسب"، أي الرواية، وإذا كنت تكتب الأدب، فسيسألك شخص لماذا لا تؤلف "الكتاب المناسب"، أي الكتاب الأكاديمي أو التاريخي.

13 ـ أنت بالداخل ... وبالخارج مع ذلك
أنت، في وقت واحد، في مركز مسيرتك المهنية، وناظر إليها من الخارج، تكتب ما تريد كتابته، واسمك هو المطبوع على غلاف كتابك، ويضيف ناشرك صورة لك وأنت واضعاُ يدك على ذقنك وتبدو في منتهى الأهمية، ولكنك بالقدر نفسه خارج كل هذا، لا تحضر اجتماعات التسويق أو المبيعات، وأهم القرارات بعيدة عن أي مشاركة منك.

14 ـ قد يصيبك الجنون أو الموت
إنهاء كتاب ليس بالأمر السهل دائماً، فقد حدث لصديقة روائية أن اقتنعت أنها بطلة قصة الأشباح التي كانت تكتبها وأصيبت بانهيار عصبي، والكاتب الفرنسي هنري دي بلزاك كان يحتاج إلى مستويات غير إنسانية من الكافيين لإنهاء كتابته، كان يتجرع خمسين فنجان من القهوة كلَّ يوم وفي النهاية مات بتسمم الكافيين وهو في الحادية والخمسين.

السبت، 21 فبراير 2015

12 سبباً محتملاً لفناء البشرية

لطالما تكهن مخرجو الأفلام والمؤلفون ووسائل الإعلام بالكيفية التي ستنتهي بها الحياة البشرية على كوكب الأرض، الآن وضع العلماء أول قائمة جدية بالأسباب المحتملة لنهاية العالم.
وجمع علماء من معهد مستقبل الإنسانية والتحديات العالمية بجامعة أوكسفورد أول بحث حول هذا الموضوع، وأعدوا فيه قائمة بـ 12 سببا محتملا قد تنهي الحضارة الإنسانية.
وفيما يلي قائمة بالتهديدات المحتملة ونسبة حدوثها مُرتبة من الأقل إلى الأكثر احتمالا:

12- تأثير النيازك – نسبة الحدوث 0.00013%
إذا ما اصطدم نيزك يبلغ قطره حوالي 5 كيلومترات مع الأرض، فسيحدث التدمير الرئيسي بسبب سحب الغبار المتوقعة في الغلاف الجوي العلوي، التي من شأنها أن تؤثر في تغير المناخ على الأرض والمواد الغذائية، وبالتالي عدم الاستقرار السياسي.
أما الأجسام الكبيرة الحجم فيمكن أن تؤدي لانقراض فوري للحياة على كوكبنا، ويقول التقرير أن اصطدام الأجسام الكبيرة يحدث مرة واحدة كل 20 مليون سنة.

11- انفجارات بركانية هائلة – نسبة الحدوث 0.00003%
إذا ما انفجر بركان واطلق مقذوفات يزيد حجمها عن ألف كم مكعب، فيمكن أن يسبب ذلك كارثة عالمية، لأن الغبار المتوقع قذفه في الغلاف الجوي سيمتص أشعة الشمس ويسبب تجميد العالم، وستكون آثار الانفجارات المحتملة مماثلة لآثار نشوب حرب نووية، ولكن بدون عواصف.
10- وباء عالمي – نسبة الحدوث 0.0001%
احتمال حدوث وباء عالمي هو أمر قائم ووارد بنسبة أكثر مما يعتقدها سكان كوكب الأرض جميعا، حيث أن كل فرص وجود مثل هذا الوباء المدمر للغاية موجودة بالفعل في الطبيعة، كما يقول التقرير.
وأعطى التقرير أمثلة للعديد من الأمراض المدمرة بما في ذلك فيروس إيبولا، وداء الكلب، وأمراض البرد المعدية، وفيروس نقص المناعة البشرية، وإذا ما اجتمعت كل هذه الفيروسات في وباء عالمي مدمر، فعدد القتلى سيكون هائلا، طبقا لما ورد في التقرير.

9- الحرب النووية – نسبة الحدوث 0.005%
احتمال نشوب نزاع نووي متعمد أو غير مقصود في القرن المقبل هو أيضا أمر قائم، وتأثيره سيعتمد على ما إذا كان الصراع سيؤدي إلى "الشتاء النووي" أم لا.
الشتاء النووي هو مصطلح يطلق على التأثير المناخي الذي يحدث في أعقاب الانفجارات النووية، حيث تهبط الحرارة إلى درجات التجمد، وتُدمر معظم طبقة الأوزون، وتبدأ العواصف النارية، التي من المرجح أن تؤدي إلى المجاعات وانهيار النظام العالمي.
8- التغيرات المناخية الحادة – نسبة الحدوث 0.01%
حذر التقرير من أن تغير المناخ يمكن أن يكون أكثر حدة وقسوة مما تشير إليه بعض التقديرات، فيمكن أن تصبح أفقر بلدان العالم غير صالحة للسكن تماما، وقد يؤدي تغير المناخ إلى الموت الجماعي والمجاعات والانهيار الاجتماعي والهجرة الجماعية.

7- الهندسة البيولوجية – نسبة الحدوث 0.01%
يأتي الخطر الأكثر ضررا للبيولوجيا الاصطناعية في الحضارة الإنسانية من احتمالية هندسة أمراض بيولوجية تستهدف البشر أو تستهدف عنصرا حاسما في النظام البيئي، كما جاء في التقرير.ويمكن أن يخرج مثل هذا التأثير من حرب بيولوجية عسكرية أو تجارية، أو إرهاب بيولوجي، أو تسرب مسببات أمراض مدمرة.
6- النانو تكنولوجي – نسبة الحدوث : 0.01%
قد تتسبب علوم النانو تكنولوجي في تصنيع مواد ذكية أو مرنة للغاية، تسمح للعديدين بعمل ترسانات أسلحة جديدة ومتطورة، يمكن ان تقضي على الجنس البشري كله.

5- عواقب غير معروفة – نسبة الحدوث 0.1%
وتضم هذه المجموعة العوامل المجهولة التي يمكن أن تؤدي إلى نهاية العالم، وهي خليط من المخاطر التي لم يفكر البشر إطلاقا في احتمالية حدوثها، مثل المؤثرات والتغييرات الفضائية، أو ظهور كائنات ذكية أخرى، الأمور التي يمكن أن تؤدي إلى تغييرات غير متوقعة ولا يمكن التنبؤ بها على الإطلاق.
4- الانهيار البيئي – نسبة الحدوث لا يمكن توقعها
في هذا السيناريو، سيعاني النظام البيئي من تغيير جذري، من شأنه أن يؤدي إلى الانقراض الجماعي. وانقراض الأنواع(الأجناس) يحدث الآن أسرع بكثير من معدلاته التاريخية المعتادة، وقد يحدث انهيار كامل للنظام البيئي العالمي، بمعنى أن كوكب الأرض لن يصبح قادرا على الحفاظ على السكان، ويعد أحد المخاطر الأكثر تعقيدا في الدراسة.
3- انهيار النظام العالمي – نسبة الحدوث لا يمكن توقعها
النظم الاقتصادية والسياسية العالمية مترابطة، وعرضة للفشل على نطاق المنظومة العالمية، وعادة ما تصاحب الانهيار الاقتصادي فوضى اجتماعية، واضطرابات مدنية وانهيار القانون والنظام، وهذا سيعني بالضرورة نهاية الحياة المتحضرة على أي مكان في سطح الأرض.
2- الحُكم العالمي السيئ - نسبة الحدوث لا يمكن توقعها
ويعني سوء إدارة الشؤون العالمية الكبري، ويمكن أن يسبب ذلك كارثة فشل حل المشاكل الرئيسية؛ على سبيل المثال، الفشل في تخفيف الفقر العالمي، واتخاذ قرارات مصيرية فاشلة قد تؤدي لانهيار حضارة البشر على الأرض.

1-  الذكاء الاصطناعي – نسبة الحدوث من 0 إلى 10%
إنشاء روبوتات لها نفس المستوى البشري من الذكاء يمكن أن يؤدي إلى احتمال جدوث رغبة لدى هذا الذكاء في بناء عالم خال من البشر، وهناك إمكانية أن يشن هذا الذكاء الاصطناعي الحرب بحيث تسيطر الآلات على العالم وتنهي الجنس البشري.
من ناحية أخرى، يقول التقرير أيضا أنه من المرجح أن مثل هذه الآلات قد يمكنها مواجهة الأسباب المروعة الأخرى التي أتت في مقدمة الدراسة.
منقول عن زوم نت

الخميس، 12 فبراير 2015

كيف قتلت أمريكا معاذ الكساسبة؟



لا شك في أنَّهُ كان حادثاً صادماً هٰذا الذي تمَّ به إعدام الطَّيار الأردني معاذ الكساسبة نسأل الله له الرحمة ولأهله الصبر والسلوان.

حديث العالم اليوم ولأيام قادمة هو طريقة إعدام معاذ. ومنذ الآن نحن أمام تشعبات كثيرة في الآراء والمواقف والتوقعات. بعيداً عن ذۤلكَ كله، السؤال الذي لم يطرحه أحد:
من الذي قتل معاذ الكساسبة؟
الجواب هو الدولة الإسلامية.
نعم هٰذا صحيح، الجواب صحيح في صورته. ولٰكنَّ جوهر الحقيقة غير ذۤلكَ تماماً. الحقيقة هي أنَّ الولايات المتحدة تحديداً هي التي أعدمت معاذ، والأسير الياباني الثاني والأول، والصحافي الأمريكي الثاني والأول... الولايات المتحدة تحديداً هي القاتل الحقيقي لكلِّ هۤؤلاء بهٰذه الطريقة التي يجمع العالم علىٰ إدانتها، علىٰ أساس أنَّ القتل بالكيماوي أو الصَّواريخ جائز، أو محمودٌ.
الولايات المتحدة كونها قائدة المعسكر الغربي، وإمبراطورة العالم، هي المسؤول الأول والأخير عن سياسة الحلف، وهي أصلاً صاحبة الموقف الأخير للسياسة الغربيَّة، وحَتَّىٰ السياسة العالمية، وهي في ذۤلكَ كلِّه تمارس ازدواجيَّة صارخةً ضدَّ الإسلام والمسلمين في العالم، تمارس سياسةً مثيرة للحقد، مثيرةً للكره، مثيرة للتطرف، بل مثيرة للاشمئزاز إلىٰ أبعد الحدود، والأدلة علىٰ ذۤلكَ أكثر من واضحة بدءاً من فلسطين والمجازر الإسرائلية علىٰ امتداد عشرات السنين الماضية، مروراً بأفغانستان، إلىٰ العراق، والسودان، والصومال، ومالي، وبورما، وأفريقيا الوسطى، وسوريا والعراق اليوم... التطرف الإسلامي الذي تشهده المنطقة والعالم نتيجة حتمية للسياسة الأمريكية.
حذَّرت من ذۤلكَ كثيراً منذ عشرات السنين، لست الوحيد الذي فعل ذۤلكَ، لا أحسب إلا أنَّ كلَّ المفكِّرين والسياسيين حذروا من مغبَّة هٰذا  السلوك الأمريكي، إنَّهُ نتيجةٌ منطقيَّةٌ لا يمكن أن نتوقع غيرها، ولذۤلكَ ليس بدعاً من الخيال، ولا ضرباً من الإبداع أنني وكثيرين حذَّرنا من نتائج هٰذه السياسة الأمريكيَّة.
لماذا نحاكم النتيجة ولا نبحث في الأسباب؟
إن ما يفعله الإعلام العالمي في سياق محاكمة النتيجة والتغافل عن الأسباب ضرب من البلاهة والبلاهة فقط لأنه لا يؤدي إلىٰ مزيد من التصعيد ومزيد من التطرف، وتوسيع دائرة المواجهة إلىٰ ابعد مدى ممكن، وما حدث في شارلي إيبدو واحد من المؤشرات.
علىٰ أمريكا أن تعلم جيداً أنَّها إذا لم تعد النظر في سياستها الازداوجية التي تمارسها بوضوح يفقأ عين الجاحد فإنها هي المسؤول الأول والأخير عن كل الجرائم التي يرتكبها المتطرفون الإسلاميون أو غيرهم من الأديان الأُخْرَىٰ أو اللاأديان.
وعلىٰ أمريكا أن تعلم أن عدم تصحيح أخطائها ونتائج أخطائها بسبب هٰذه الازدواجية سيؤدي إلىٰ تصعيد التطرف أكثر وأكثر وأكثر. وستتسع دائرة المواجهة أكثر وأكثر وأكثر، وستكون فوضى عارمة تحرق الجميع.
إذا كانت الثورة السورية السبب الظاهر لظهور التطرف بهٰذه الطريقة الواسعة من المواجهة فإن هٰذا التطرف ليس وليد اليوم أبداً، إنها منذ اليأس من أن تبدل أمريكا سياستها الازدواجية والمعادية للعالم الإسلامي... منذ انهيار الاتحاد السوفيتي علىٰ الأقل.
لا أريد القول كما يقولون الإسلام دين التسامح والرحمة والتعاطف، أقول كما يقول الغربيون الحياديون: الإسلام دين مثل كل الأديان في التقدير العام. إذا استفز أهله تم استفزازهم لأنهم بشر مثل كل البشر، وكلما زاد استفزازهم زادت ردة فعلهم. هٰذه قوانين طبيعية في كل ميادين الحياة وليست بدعاً من الخيال ولا إضافة إلىٰ قوانين الطبيعة. فلماذا يدركونها في كل المجالات ولا يدركونها هنا؟ لماذا يفعلون الفعل ولا يعرفون نتيجته؟
أيعقل أنَّهُم لا يعرفون ذۤلكَ؟
إذا يفعلون ويعرفون رد الفعل فنحن أمام حماقة غير محدودة.
وإذا كانوا يفعلون الفعل ولا يقدرون ماذا سيؤدي إليه من رد فعل فنحن ايضاً أمام حماقة غير محدودة.
نحن لا نتحدث عن سلوك شخص غير مسؤول، ولا عن سلوك شخص عادي، ولا حَتَّىٰ عن سلوك شخصي، نتحدث عن سلوك دولة مؤسس علىٰ قواعد بيانات واستخبارات وعلماء من مختلف الاختصاصات، وفوق ذۤلكَ كله ليست أي دولة من العالم السابع أو الخامس أو الثالث أو حَتَّىٰ الأول، نحن نتحدث عن الدولة الأولىٰ في العالم. أي إنَّ الجريمة الأمريكية مكتملة الأركان اكتمالاً غير مسبوق وغير منقوص أبداً.
ومع ذۤلكَ كلِّه، نحن لا نطالب الولايات المتحدة أن تكون ملاكاً محضاً، ولا نطالبها بأن تدافع عن حقوق العرب أو المسلمين، ولا أن تفكر في غير مصالحها... حقها وواجبها أن تفكر في مصالحها ولو علىٰ حساب مصالح الآخرين، هٰذا حقٌّ لا ننكره. ولٰكن عليها إذا شاءت أن تحمي مصالحها أن لا تستعدي المسلمين بهٰذه الطريقة الغبية المليئة بالاستفزاز الجنوني.
أمريكا كما وصفها مفكرون أمريكيون وغربيون هي رأس الإرهاب والتطرف، وهي مصنع الإرهاب والتطرف... وإذا لم تدرك أمريكا هٰذه الحقيقة فستجر العالم إلىٰ ويلات لن يستطيع أحد السيطرة عليها... وما يحدث الآن إلا مشاهد تلميحية لما ستقبل عليه البشرية في الأيام القادمة.

الأربعاء، 11 فبراير 2015

المخطط الأمريكي للحرب على داعش



هل يمكن حسم الحرب على الدولة الإسلامية؟
هل الغرب عاجزٌ عن حسم المعركة مع الدولة الإسلاميَّة أم أنَّهُ لا يريد حسمها سريعاً؟ ولماذا هٰذه التناقضات في التصريحات التي تبدي تردداً غريباً في التعامل مع هٰذه المعركة؟
لا أريد العودة إلىٰ الحديث في هرطقات أنَّها عميلة أو غير عميلة، صنع النظام أم صنع إيران أم صنع أمريكا أم صنع أمريكا والنظام وإيران، أم في أنَّها مخترقة أو غير مخترقة... فهٰذا حديث صار ممجوجاً أكثر مما يحتمل بكثير جدًّا. في الموضوع من التناقضات ما يكفي متوسط التفكير ليصل فيها إلىٰ أقرب ما يكون من الحقيقة إن لم يكن الحقيقة ذاتها.
أيًّا كان الأمر، مشكلتنا الأساسية في الحرب علىٰ الدولة الإسلامية وما تجر إليه من مشكلات مأساوية علىٰ المنطقة. مشكلتنا في بنية الحرب عليها والأهداف المعلقة علىٰ هٰذه  الحرب، مهما كانت طبيعة الدولة الإسلامية.
الأنظمة العربية مستعجلة جدًّا علىٰ سحق الدولة الإسلامية والخلاص منها. وفي المقابل فإن الغرب وعلىٰ رأسه أمريكا يلعبون علىٰ الطويل الطويل وتصريحات محبطة للأنظمة العربية إلىٰ أبعد الحدود.
في السَّادس من شباط/ فبراير الحالي قال جون جينكز السَّفير البريطاني السَّابق في السعودية: «تحتاج الحرب علىٰ تنظيم الدولة الإسلامية إلىٰ خمس عشرة سنة».
فوجئت أنَّهُ تفاجئ الكثيرون بمن فيهم سياسيين مرموقين في الأنظمة العربية من هٰذا التصريح وصدموا به كأنَّهُم ألقي عليهم سطل ماء بارد في يوم صقيعيٍّ. وكأنهم لم يكونوا موجودين علىٰ سطح الكرة الأرضية طيلة الأشهر السابقة منذ بدء المعركة علىٰ الدولة الإسلامية التي كثرت فيها تصريحات الأمريكان قادة الحملة والتحالف بأنَّ الحرب علىٰ الدولة الإسلامية طويلة. أولهم أوباما الذي قال تحتاج إلىٰ ثلاث سنوات علىٰ الأقل، وفي مؤتمر جدة في بداية الحرب علىٰ الدَّولة أجمع المؤتمرون علىٰ أنَّها الحرب تحتاج إلىٰ عشر سنوات علىٰ الأقل. ثمَّ وزير الخارجة الأمريكي الذي قال تحتاج إلىٰ أكثر من عشر سنوات، وعندما عرض خطته علىٰ الكونچرس استنتج الكورنچرس أنَّها تحتاج إلىٰ أكثر من ثلاثين سنة.
هل حقًّا تحتاج المعركة مع تنظيم الدولة إلىٰ كلِّ هٰذا الوقت؟
الاتحاد السوڤييتي علىٰ جلالة قدره وعظمته لم يستغرق ثلاثين سنة حَتَّىٰ تم إسقاطه. الاتحاد السوڤييتي نشأ عقب الحرب العالمية الثانية وبدت نهايته في عام 1987م، أي لم يستغرق ثلاثين سنة. فهل تنظيم الدولة الذي هو بتقديرهم نحو عشرين ألف مقاتل لا حول لهم ولا قوة شيء من مقدرات أي دولة تحاربهم من الدول الاثنتين والستين المتحالفة معاً ضدَّهم، وهي التي لم تجتمع علىٰ محاربة الاتحاد السوڤييتي؟!
لا تستقيم التقديرات مع المنطق أبداً.
نحن نفهم طبيعة التنظيمات الجهادية، ونتفهم صعوبة القضاء عليها وصعوبة الانتصار عليها في كثيرٍ من الأحيان، وتحدثنا في ذۤلكَ كثيراً في مواضعه. ولٰكنَّ تقديرات توقعات مدة الحرب ومداها واحتمالاتها تقديرات خرافيَّة بكل ما تحمله الكلكة من معنى، بل أشعر أنَّ فيها سخرية صارخة بعقولنا واستسخاف غير محدود لنا، لا نحن العرب أو المسلمين بل نحن البشر. الحرب العالمية الولة استغرقت بضع سنوات قليلة تعد علىٰ أصابع اليد الواحدة، ومثلها الحرب العالمية الثَّانية... نصف العالم حارب نصف العالم الآخر ببضع سنوات. الحرب الباردة استغرقت ثلاثين سنة تقريباً، مثل المدة التي يقدرها الأمريكيون للقضاء علىٰ تنظيم الدولة الإسلاميَّة!!!
مع أخذ كل اعتبارات الحرب وطبيعتها تبقى علامات استفهام كبيرة حول هٰذه التوقعات. ولٰكن إذا أزحنا اعتبارات الحرب المهنية وحساباتها وجدنا أنفسنا وجهاً لوجه أمام الهدف الحقيقي العام وما ينشعب عنه من أهداف جزئيَّة وتفصيليَّة.
الحقيقة التي يجب أن تكون واضحة هي أنَّ الفوضى والعبثية التي تمر بها المنطقة العربية المشرقية خاصَّة وهي الأكثر أهمية بالنسبة لأمريكا والغرب، هي الفرصة الثمنية التي بحثت عنها الولايات المتحدة الأمريكية لإدخال المنطقة فيما سمته يوماً الفوضى الخلاقة، الغرب يريد أن تطول الحرب في المنطقة وعلىٰ المنطقة لكي يشغلنا عشرات السنين لا نفيق بعدها أبداً. الولايات المتحدة والغرب يريدون إغراق منطقتنا بحربٍ طويلةٍ لا تنتهي، وخادمهم الأمين هو الأنظمة العربية التي لا يمكن فهم سلوكها المعادي لمصالحها هي قبل مصالح شعوبها. منذ أكثر من ربع قرن وأن أكتب في هذا الموضوع، ولست الوحيد بالتأكيد.
هنا صار من السهل أن نفهم لماذا لا تريد الولايات المتحدة خاصَّة ولا الغرب عامة الدخول في معركة برية في المنطقة. إنهم لا يريدون ذۤلكَ ليس حرصاً علىٰ أرواح جنودهم كما يزعمون، أبداً، وإن تأسيساً لحرب داخلية داخلية، سنية سنية، عربية عربية... مثل هٰذه الحرب إذااندلعت فإنها لن تنتهي، فيما دخول جيوش أجنبية أمر محسوم كما حسم وجودهم في العراق وأفغانستان، وسيظل التعامل معهم مختلفاً تماماً.
أكثر الذين يتاجرون بك عندما تقع في مصيبة هم أقرب النَّاس إليك، لذلك تريد أمريكا إشغال المنطقة بذاتها بوقودها الداخلي بعيداً عن أي تدخل خارجي، وتعزيز مبدأ نابليون إذا رأيت عدوك يدمر نفسه فلا تقاطعه. كل ما سيفعلون هو ضخ الوقود في محركات الصراع، وتأجيج النار كلما خمدت.
ولذۤلك كانت حملة التصريحات المتراكمة بطول أمد المعركة عقوداً. حملة التصريحات لم تكن عبثية أبداً، كانت مدروسة بهدوء ومطبوخة بهدوء أكثر. إنها تريد تأسيس البنية النفسية لاستمرار القصف والمد والجزر وجر المنطقة رويداً رويداً إلىٰ الاشتعال. بطريقة تضمن الديمومة.
ولٰكن ماذا حدث؟
كما أشرنا بدءاً في حين أن الولايات المتحدة تخطط لمدى بعيد علىٰ نحو ما أبنَّا فإن الأنظمة العربيَّة متحرقة تسرعاً للقضاء علىٰ تنظيم الدولة الإسلامية، ويوماً بعد يوم راح ينكشف ظهر التحالف بتقدم الدولة الإسلامية وعدم تأثرها بالضربات، الأمر الذي أدى إلىٰ ضغوط هائلة من الأنظمة العربية علىٰ الولايات المتحدة التي لم تتغير قناعاتها، وهي تبحث عن أفضل استراتيجيا لتحقيق مخططها وإرضاء الدول العربية مؤقتا.
في هٰذه اثناء جاء إعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة بطريقة ألهب مشاعر الناس وأوجدت مسوغات أمام الأنظمة العربية للدخول في المعركة البرية التي لا بديل عنها لحسم المعركة. وهو الأمر الذي تنتظره أمريكا بفارغ الصبر؛ أن تكون الجيوس المسلمة (السنية) في مواجهة الدولة الإسلاميَّة، وتفجير الصراع الديني الداخلي. ولذۤلك تلقفت الاندفاع الأردني وراحت تغذيه، وكذۤلكَ فعلت بريطانية وفرنسا. واستغل الولايات المتحدة الأمر للإفراج عن الاندفاع الصعودي والإماراتي للانخراط في معركة القضاء علىٰ الدولة الإسلامية.
ظلت أمريكا تراهن علىٰ توريط تركيا في هٰذه المعركة، ودأبت منذ بداية المعركة علىٰ ترهيبها وترغبيها، ووعدها ووعيدها لدفعها لقيادة المعركة البرية ولۤكنَّهَا أخفقت في كل المحالات بسبب إدراك تركيا مخاطر الورطة، ومعرفتها بالوعود الأمريكية الكاذبة. ولذۤلك لم يبق إلا العرب وهٰذا أكثر ما تريده الولايات المتحدة. وعلىٰ هٰذا الأساس جاء تصريح الجنرال الأمريكي جون ألن منسق التحالف الدولي للقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية يوم الاثنين 9/2/2015م بأنَّ «هجوماً بريَّا وشيكاً واسعاً سيبدأ قريباً في العراق ضدَّ التنظيم بإسناد من قوات التحالف التي تضم 62 دولة([1])».
حسناً، في نظرة إلىٰ صورة الموقف هٰذا يعني إمَّا أنَّ التَّصريحات السَّابقة كلها؛ الأمريكيَّة وحَتَّىٰ الغربيَّة، كاذبة وهٰذا ممكن في إطار الحرب النَّفسيَّة والحرب خدعة. أو أنَّ الإدارة لا تعرف ماذا تفعل ولا تعرف كيف تقدِّر الأمور وأنَّها تقود العالم بهٰذه العقليَّة السبهللية الارتجاليَّة الغبيَّة.
أمَّا أن تكون التصريحات كلها كاذبة فهٰذا وهم وقد بيَّنا حقيقتها. ليست كاذبةً أبداً، وكانت تعني تماماً ما تقوله، وأنَّ الحرب علىٰ الدَّولة الإسلاميَّة لا يمكن أن تنتهي في عقود، إذا انتهت في عقود. تحتاج الحرب إلىٰ عقودٍ رغبةً وإكراهاً للمصادفة غير السَّعيدة للجميع.
وعندما تقرِّر اليوم بدء العمليَّة البريَّة خلال شهرٍ أو أكثر ناسفةً كلَّ التَّوقُّعات السَّابقة، والتَّصريحات، فهٰذا يعني أنَّها ثورٌ هائج يرطم بالحيطان علىٰ غير هدى، وكلُّ رطمهٍ تردُّ إلىٰ جهة أُخْرَىٰ. وهٰذا حقيقة أيضاً.
لا أحد ينكر أن الولايات المتحدة إمبراطورة الغرب والعالم، تعرف ماذا تريد، وتسير إلىٰ أهدافها بطريقة أو بأُخْرَىٰ. ولٰكنَّ في الوقت ذاته من يحسب أن كل شيء يسير وفق الإرداة الأمريكية، أو أنَّ الولايات المتحدة لا تخطئ، أو أنَّها لا تقع في حيرة وتردد ولا تعرف ماذا تفعل، فهو واهم.
إن عدم معرفة الولايات المتحدة ماذا تفعل سوريا هو الذي جر المنطقة كلها إلىٰ هٰذه الفوضى والعبثية، ليست العبثية أو الفوضى الخلاقة التي تسعى لها الولايات المتحدة كما يتوهم الكثيرون. لقد وصلت المنطقة إلىٰ فوضى خارج السيطرة تهدد المصالح الأمريكية أكثر مما يتخيل الأمريكيون. وبهٰذا المعنى كتبت وكررت مراراً، يوماً سيترحم الأمريكان علىٰ أسامة بن لادن، هۤكذا يردد الأمريكان ليل نهار منذ أشهر. ولن يتعلموا الدرس، وبعد فترة ستجدون الأمريكان يقولون: سقا الله أيام أبي بكر البغدادي.
من البداهات التي يجب أن تدرك من دون طول تحليل أنك تستطيع أن تبدأ الحرب متى شئت، ولٰكن ليس بإمكانك أن تنهيها متى شئت. هٰذه هي صورة الحرب التي أججتها الولايات المتحدة في المنطقة بعدم معرفتها ماذا تفعل، وسوء تصرفها وتقديرها.
لنعد إلىٰ المعركة البرية. المعركة البرية ستكون في العراق فقط. ماذا يعني ذۤلكَ؟
يحسب بعضهم أنَّها لا تريد إسقاط بشار الأسد، وتسعى للحل السياسي. والأمر كذۤلكَ ولٰكن ليس لهٰذا السبب. أمريكا بحرجها في الإسراع في العملية البرية، وهو أمر أيضاً ما زال مشكوكاً فيه، فإنَّ الحسابات الأمريكية تقوم علىٰ أنَّهُ يجب القضاء علىٰ الدولة الإسلامية في العراق لـامين الاستقرار في العراق الذي هو الباحة الخلفية لإيران، شريكا الاستراتيجي الخفي قديماً، الظاهر حاليًّا, وفي الوقت ذاته يجب أن تبقى الحرب مفتوحة في سوريا لاستنزاف المنطقة إلىٰ أقصى الحدود الممكنة، واستمرار ابتزاز الأنظمة العربية بتوليع المنطقة لا ببقاء بشار الأسد، فالأنظمة العربية حريصة علىٰ عدم انتصار الثورة السورية الأمر الذي لم يقتنع به السوريون إلا مؤخراً.
إذن، إذا دشنت أمريكا الحرب البرية علىٰ الدولة الإسلامية في العراق فإنَّ ذۤلكَ سيكون أدعى أكثر لحرص أمريكا علىٰ عدم إسقاط بشار الأسد.



([1])  ـ جاء ذۤلكَ في حوار مع وكالة الأنباء الأردنية الرسمية بث باللغتين العربية والإنكليزية في 9/2/2015م.