الجمعة، 6 ديسمبر 2013

فلسفة الأخلاق عند الجاحظ

فلسفة الأخلاق عند الجاحظ


ساري محمد الزهراني 
 الجمعة 03/05/2013
فلسفة الأخلاق عند الجاحظ
يعدُّ الجاحظ من أبرز المؤلفين العرب الذي تعاطوا في مؤلفاتهم للقيم الأخلاقيَّة حيث كان نصيبها أكثر من سبعة كُتب ورسائل كبيرة، تناول فيها الأمانة والائتمان في كتابٍ مستقلٍّ هو استنجاز الوعد ووقف عند العداوة والحسد والحاسد والمحسود في كتابين هما: فصل ما بَيْنَ العداوة والحسد، والحاسد والمحسود. وتناول الأمانة والائتمان وخاصَّة فيما يتعلَّق بحفظ السِّر في كتاب كتمان السِّر وحفظ اللسان. ومثل ذلك فعل في المودَّة والخلطة في كتاب حمل العنوان ذاته. ووقف عند الجد والهزل في كتاب بالعنوان ذاته أيضاً. وأفرد لقيمة النُّبل وما يتعلَّق به كتاباً حمل عنوان: النُّبل والتَّنبُّل وذم الكبر.
أما الأخلاق المشخَّصة؛ أي توصيف الأخلاق المعاشة أَو الممارسة فقد خصَّها بأكثر من عشرين كتاباً مما عرفناه من كتبه المنشورة ناهيك عن المفقود وغير المنشور وغير الموجود، فإلى جانب البخلاء كانت رسالته في الأخلاق التي حملت عنوان المعاش والمعاد التي هي رؤيَّة في الأخلاق النَّظريَّة والأخلاق المشخَّصة المعاشة في الوقت ذاته، ورُبَّما يمكن إدراج التَّربيع والتدوير في هذا الإطار بوصفها قراءة في أنموذج فرديٍّ من الأخلاق المشخَّصة.
وبين يدي كتاب في غاية الأناقة والموضوعية بعنوان"فلسفة الأخلاق عند الجاحظ" للدكتور عزت السيد أحمد، سيكون له نصيب في هذه الزاوية، وستكون البداية مع بعض المقولات التي يصح أن توصف بالنبراس الفكري في عالم الأخلاق بما احتوته من حمولات فكرية واجتماعية.
(1)
يقول الجاحظ:" يملكُ المولى من عَبدهِ بَدَنَهُ، فأمَّا قلبه فليس لـه عليه سلطان. والسُّلطان نفسه وإِنْ مَلَكَ رِقابَ الأمَّة فالنَّاس يختلفون في جهة الطَّاعة؛ فمنهم من يُطيعُ بالرَّغبة، ومنهم من يُطيعُ بالرَّهبة، ومنهم من يطيع بالمحبَّة، ومنهم من يطيع بالديانة".
(2)
ويقول: "من لم يعلم أنَّ فوقه ناقماً عليه، وأنَّ لـه منتقماً لنفسه من نفسه، أو مقتضياً منه لغيره، كان ميله وذهابه مع جواذب الطَّبيعة ودواعي الشَّهوة طبعاً لا يمتنع معه، وواجباً لا يستطيع غيره".
(3)
ويقول: "من قامت أخلاطُه على الاعتدال وتكافأت خواطِرُه في الوَزْنِ لم يعرف من الأعمال إلا الاقتصاد، ولم يجد أفعاله أبداً إلا بَيْنَ التَّقصير والإفراط، لأنَّ الموزون لا يولد إلا موزوناً، كما أنَّ المختلف لا يولد إلا مختلفاً".
(4)
ويقول: " كَيْفَ تَسْلَمُ القِيْنَةُ من الفِتنةِ أو يُمْكِنُها أن تكونَ عَفِيفةً، وإنَّما تكتسبُ الأهواءَ وتتعلَّم الألسن والأخلاق بالمنشأ، وهي تنشأ من لَدْنِ مَوْلِدِها إلى أَوَان وفاتها بِمَا يصدُّ عن ذكر الله مِنْ لَـهْـوِ الحديث بَيْنَ الْخُلَعَاء والمجَّان".
(5)
يقول: "لكلٍّ نصيبٌ من النَّقص، ومِقْدارٌ من الذُّنوب، وإنَّما يَتَفَاضلُ النَّاسُ بكثرةِ المحاسن وقلَّة المساوئ؛ فأَمَّا الاشتمال على جميع المحاسن، والسَّلامة من جميع المساوئ ودقيقها وجليلها، وظاهرها وخفيِّها، فهذا لا يُعْرَف".
(6)
ويقول:"اعلم أنَّ الله جلَّ ثناؤه خَلَقَ خَلْقَهُ، ثُمَّ طَبَعَهُم على حبِّ اجترار المنافع، ودفع المضارِّ، وبُغْضِ ما كان بخلاف ذلك. هذا فيهم طبعٌ مركَّب، وَجِبِلَّةٌ مَفْطُورَةٌ، لا خلاف بَيْنَ الخلق فيه، موجودٌ في الإنسان والحيوان، لم يدَّع غيره مدَّع، من الأولين والآخرين".
http://www.al-madina.com/node/450684?risala 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق