الأربعاء، 22 يوليو 2015

من ذكريات أيام زمان

من ذكريات أيام زمان
نستوحي تحليل مصائب اليوم
الدكتور عزت السيد أحمد

مرة في يوم من الأيام
لم يكن في بلدتي سوى ثلاثة مساجد
وكانت مكبرات الصوت من جيل تلك الأيام بالكاد تصل بعيداً
وكان بيتناً بعيداً بالكاد يصل إليه الآذان
وفوق ذلك كانت الراديوهات تُعل القلب حتى تلتقط موجة إذاعة دمشق لأن بث الإذاعة ضعيف، ولأن الراديوهات لم يكن لاقطا جيداً للإشارة
كنا نجلس في رمضان بانتظار آذان المغرب، وكانت مهمتي البحث عن إذاعة دمشق وسط شربكة إذاعات بصوت عادي وبصوت توتتت ووشش نننننن... وكانت إذاعة إسرائيل جنب إذاعة دمشق على التردد وبالكاد يسهل الفصل بينهما..
المهم
أقترب من تردد إذاعة دمشق بالإبرة فأسمع قرآن كريم فأقول هذه هي. وننتظر قليلاً ليطل المذيع ويقول:
حان الآن موعد آذان المغرب... صياماً مقبولاً
وكانت الدنيا شوب، شووووب، والصيام طويل، وما إن أذن حتى باشرنا الإفطار... وقبل أن يفرغ من الآذان كنا قد فرغنا من الإطار تقريباً... وإذا بالمذيع يقول: إذاعة إسرائيل من أورشليم القدس!!!!!
العمى على هذه المصيبة.
هذه المصيبة نعيشها اليوم وكل يوم بمختلف الطرق. نولف التردد على مكان خطأ ونبني عليه الحقائق والتفاصيل والفتاوى والاجتهادات ولا ندري أننا على الموجة الخاطئة ولا نريد أن نفتنع بأننا على الموجة الخاطئة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق